آراء حرة

منتخبون يهينون أنفسهم شر إهانة

ذ.محمد القاضي

محمد القاضي

عجيب جدا أن تطل علينا وجوه تتربع على عرش تدبير الشأن المحلي خلال هذه الأيام المباركة بلباس متواضع وأحيانا تقليدي مع فتيات تم استقدامهن من الهامش لأمسيات “الحناء” بمناسبة ليلة القدر.
إنه لأمر مقرف أن يتم استغلال فتيات وطفلات تم طحن حقوق آباهن وأمهاتن ، من قبل ذات الاصنام .
إنه لأمر فظيع للغاية أن يتم استغلال فتيات وطفلات في مشهد درامي لدعاية انتخابية رخيصة.
جميل جدا أن يفكر السياسيين المنتخبين في إدخال البهجة والابتسامة على قلوب طفلاتنا وفتياتنا المراهقات ..ولكن ليس باستقدامهن من أجل سرق صور معهن قصد نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي لغرض الدعاية الانتخابية، كان يكفي ان يقوم هؤلاء الساسة بدعم وداديات الأحياء السكينة أو الجمعيات التي تعنى بالرعاية الاجتماعية والطفولة والمرأة وأن يتواروا إلى الخلف ..
لأن مهمة المنتخب اكبر بكثير من استغلال براءة الطفولة في مشاهد فلكلورية انتخابية…
مهمة السياسي الذي يتربع على عرش تدبير الشأن المحلي تتمثل في إيجاد فرص شغل للشباب والشابات وحماية كرامتهم من العطالة والبطالة والبؤس والفساد والبيروقراطية والعمل على تجهيز المستوصفات والمستشفيات بالمعدات والأدوية الضرورية وبناء المدارس والفضاءات العلمية وتمكين الشباب والمستثمرين من تحقيق أحلامهم وحماية ممتلكات الجماعات الترابية من النهب والسرقة وبيعها بالتقسيط للاجنبي والاجتهاد في تشريع قوانين تحمي حقوق الضعيف وتلزم الحيتان المفترسة على احترام حق الاخرين في العيش الكريم وترسيخ قيم المواطنة الحقة.
سيكون من الممتع جدا أن نرى هذا المنتخب أو ذاك يشرفون على تدشين مشاريع اقتصادية كبرى أو مراكز علمية أو مستشفيات أو مشاريع تحمي الانتاح الوطني من الإنتاج الأجنبي.. وفي هذه الحالة سيكون من الفخر والاعتزاز له أن يلتقط له صورا توثق عمله الوطني الرائع.

ولكن يبدو أن هذا العمل ربما قد يصبح حتى في الأحلام مستحيل ، إذ أن أقصر الطرق للدعاية الانتخابية المقرفة هي ان يعمد صنم انتخابي فاشل إلى استغلال بؤس وفقر فتيات وطفلات الهامش واستقدامهن إلى مراكز البزار الانتخابي لطلي اياديهن بالحنة لا تصل قيمتها حتى قيمة وجبة إفطاره الباذخة…. والتلذذ في التقاط صور معهن قصد تسويقها في مواقع التواصل الاجتماعي.
والحال ان بعض هؤلاء الذين يتربعون على عروش تدبير الشأن المحلي والشان التشريعي كان يجدر بهم أن يعدوا ويحضروا ويبنوا مستقبل هاته الفتيات.. حتى لا يجدن أنفسهن عندما يصبحن راشدات فريسة للبطالة والبؤس والذئاب البشرية التي تتربص بكل شيء.
فتحية لكل منتخب يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، وثقل الامانة واعتزازه بشعور الانتماء الوطني الأصيل..
أما الذي يستغل كل شيء بما فيها براءة الطفلات لهثا وراء الريع والكرسي.. فإلى مزبلة التاريخ…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى