حاورته: أميمة العيوني – إعلامية متدربة
في ظل أجواء التحضير والاعداد للعملية السياسية المقبلة والتدافع من أجلها، قال الأستاذ محمد القاضي في دردشة حوارية أن الفاعل السياسي الذي يمثل السكان في المجالس المنتخبة هو مرآة المجتمع لأن من خلاله يمكن معرفة أنثروبولجية أفراد وأعضاء هذا المجتمع ومستوى وعيهم ونوعية ثقافتهم ونمط حياتهم.
وأهم ما جاء في هذه الدردشة الحوارية ندرجه كالآتي:
سؤال: من هو محمد القاضي؟
جواب: محمد القاضي هو مواطن بسيط، له عيوب وله إيجابيات كباقي المواطنين، ولكن دائما يحاول ويجتهد في العمل على تقليص دائرة السلبيات، والعمل على توسيع دائرة الإيجابيات… والكمال لله عز وجل.
سؤال: لماذا قررتم الترشيح لانتخابات 8 شتنبر المقبل؟
جواب: لأسباب ثلاثة، أولها ممارسة حقي الدستوري، وثانيا للمساهمة في التغيير الإيجابي وثالثا لكي أعبر عن تطلعات المجتمع بالشكل الذي يليق بكرامة أبنائه وأدميتهم وتاريخ هذا المجتمع وأحلام أبنائه من جيل اليوم وأجيال الغد.
سؤال: هل هناك أمل في ربحكم لرهان هذا الاستحقاق؟
جواب: طالما هناك حياة، فهناك أمل… ونحن نخلق الأسباب، والباقي نتركه لرب العرش العظيم.
سؤال: ماهو في نظركم المنتخب الناجح، وكيف يمكن للمواطن أن يميز بين منتخب ناجح ومنتخب فاشل؟
جواب: في نظري المتواضع، المنتخب الناجح هو الذي ينتصر لتطلعات أفراد المجتمع ويمارس الخناق على السلبيات ويحرر طاقات المجتمع من القيود ويؤسس للسلم الاجتماعي بشكل مستدام ويتعامل مع المواطنين على أساس تنوعهم الثقافي والفكري وفق مبدأ المساواة ومبدأ تكافؤ الفرص ويرسم أفاق مستقبلية لأجيال الغد…
فالتمييز بين منتخب ناجح ومنتخب فاشل سهل جدا، فإذا كان المواطن يحس بنوع من الارتياح النفسي والمادي والمعنوي، فهذا يعني انه يعيش تحت مسؤولية منتخب ناجح، وإذا كان هذا المواطن يجد أمامه آفاق مسدودة، ولا يشعر بنوع من الآمان على مستقبله، فهذا يعني أنه يعيش تحت مسؤولية منتخب فاشل.
سؤال: ماهو تصوركم في سطور؟
جواب: يمكن لي اختزال تصوري ورؤيتي في جمل قصيرة هي : خلق الارتياح الشامل للمواطن(ة) و تحرير طاقاته الابداعية وفتح آفاق واعدة أمامه لبناء مستقبله والتأسيس لمجتمع يعمه السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار والطمأنينة والتخطيط لمستقبل أبناء أجيال الغد.
سؤال: إذا نجحتم، مع من ستتحالفون؟
جواب: هذا السؤال سابق لآوانه، ولكن يمكن أن أقول لك ، بأننا سنتحالف مع كل من يوافق على رؤيتنا.
سؤال: ما الفرق بين أحزاب الطيف الاشتراكي وأحزاب الطيف الليبرالي؟
جواب: الفرق موجود في التسمية فقط، أما عمليا، لا يمكنك التمييز بينها إلا من خلال سلوكات مريضة لبعض الأشخاص.
سؤال: ماهو تقييمكم لأداء الأحزاب السياسية ؟
جواب: الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم، من بطالة واحتقانات اجتماعية وامتطاء قوارب الموت واستشراء الفساد المالي والاداري، أعفاني من الإجابة على تساؤلكم.
سؤال: ماذا يعني نجاح المنتخب الجماعي أو النيابي في مهمته؟
جواب: إن نجاح منتخب جماعي أو نيابي ما في أداء مهمته يعتبر بمثابة نجاح لمجموع نجاحات أفراد المجتمع ، بالضبط كفريق كرة القدم، فالهدف الذي يحققه اللاعب لا يأتي بجهده الفردي ابدا وإنما هو نتاج تعاون الجميع وانسجامهم، ولذلك يسجل الهدف باسم الفريق، وان الجائزة التي يحصل عليها إنما تسجل لصالح كل الفريق وليس لصالح لاعب ما.
سؤال: لماذا غالبا ما يفوز أصحاب الشكارة وأباطرة الفساد؟
جواب: التأمل في ثنايا هذا السؤال، يعطينا جوابا صادما،وعلينا أن نقر ونعترف به، إذ أن التحليل الموضوعي لهذه الظاهرة يبين لنا عدة حقائق أولها أن شريحة المثقفين والمفكرين والمواطنين الأحرار الذين يفكرون بحس الانتماء الوطني أدبروا عن العمل السياسي لسبب أو آخر وتركوا المشهد فارغا لأصنام ريعية وفاسدة تبحث فقط عن مصالحها الصغيرة والبحث عن الثراء الفاحش، والحقيقة الثانية تكشف لنا أن نسبة العزوف عن التصويت مرتفعة جدا لأن المواطنين الأحرار الذين كان يفترض أن يغيروا ميزان القوى لصالح الأخيار لم يصوتوا، والحقيقة الثالثة تبين أن نسبة كبيرة من الذين يصوتون ليس لهم أي وعي سياسي أو وعي اجتماعي بدليل أنهم يصوتون لصالح من يدفع لهم، رغم أن سلوكهم هذا يساهم في تدمير مقومات العيش السعيد ويساهم في مصادرة مستقبل الشباب ومستقبل أجيال الغد ويساهم في توسيع دائرة السلبيات المهددة للاستقرار والامن والسلم الاجتماعي…. لذلك أدعو المواطنين والمواطنات إلى الشاركة بكثافة في عمليات التصويت لقطع الطريق على رموز الفساد وأذياله…. لأن المنتخب هو مرآة مجتمعه، إذ من خلاله يمكن معرفة أنربولوجية أفراد هذا المجتمع ومستوى وعيهم وأنماط حياتهم ونوعية ثقافتهم.
سؤال: ماهو رأيك في نوعية المترشحين بمدينة فاس؟
المشكلة ليست في نوعية المترشحين، ولكن المشكل الكارثي هو أن بعضهم يمجدون “الأنا” ويعظمونها ويطبقون حرفيا قاعدة ” أنا وبعدي الطوفان”، إذ أن بعضهم يتواجد بالمجالس منذ سنة 1993 أو 1997 إلى حدود الآن، وواقع فاس الاقتصادي والاجتماعي المتأزم جدا هو نتاج سياستهم ،كما حولوا مدينة فاس من مدينة العلم والمعرفة والثقافة والحضارة إلى مركز لإنتاج البلطجة في الحقل السياسي عوض إنتاج البرامج والنماذج التنموية الرائدة….ومع ذلك لايزالون يمطعون في الترشيح لانتخابات 8 شتنبر 2021 ورفضهم التنازل لصالح جيل جديد… لذلك أدعو شباب مدينة فاس وكل أهلها إلى القطع مع رموز البلطجة السياسية من خلال المشاركة الكثيفة في محطة 8 شتنبر المقبلة إذا أرادوا استعادة مجد مدينتهم وهيبتها ورد الاعتبار لها.
سؤال: كلمة أخيرة
جواب: نسأل الله أن يوفق كل من ينوي الخير لهذا الوطن وأهله، وشكرا لكم على الاستضافة.