الرئيسيةمنوعات

المنصات الاجتماعية للحوار والمناقشات في مواقع التواصل الاجتماعي

بقلم/ محمد القاضي

لاشك أن منصات التواصل الاجتماعي على شبكة الأنترنيت أصبحت تضطلع بأدوار طلائعية رائدة تتمثل في إيصال واستقبال المعلومة وتبادل الآراء والأفكار والإفادة والاستفادة وتسهيل عملية البحث عن المعلومة دون تجشم عناء التنقل والسفر والرفع من مستوى صبيب الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي واكتساب المعارف ومواكبة المستجدات والتغيرات التي تحدث بالمجتمعات الإنسانية وإبراز عيوب المجتمع وإيجابياته بالإضافة إلى اعتبارها كمنصات للحوار والنقاش والتفاعل.

وبما أنها أصبحت تلعب دورا مهما في تقريب المسافات واختزال المساحات الزمنية وربح الوقت وتفادي العديد من التكاليف المالية، إذ يمكن لأعضاء أي تنظيم سياسي أو نقابي أو مدني أو مسؤولي أي شركة أو مؤسسة، أن يخلقوا غرفة خاصة بهم على الميسانجر أو الفايسبوك أو الواتساب أو غيرها من المنصات الأخرى المتاحة، للنقاش وتبادل المعلومات والأفكار والتنسيق فيما بينهم دون أن يتنقلوا أو يتجشموا عناء السفر وتكاليفه (تفاعل عن بعد).

وفي هذا الإطار، وتحديدا في الشق المتعلق بغرف الدردشة والتفاعل ( المجموعات المغلقة)، أريد أن أثير بعض العوائق والمطبات التي تؤدي أحيانا إلى إفشال الأهداف التي من أجلها يتم إحداث هذه الغرف- أي المجموعات- سواء كانت مجموعات فايسبوكية مغلقة أو على الميسانجر أو على الواتساب.

فعندما يتم خلق غرفة أو مجموعة على منصات التواصل الاجتماعي، فإن هذه العملية تتم على أساس هدف محدد (أو أهداف محددة أو قضية معينة)، أذكر على سبيل المثال مجموعة خاصة بأعضاء جمعية معينة، تستلزم من أعضاء المجموعة عدم الخوض في الأمور التي لا علاقة لها بالجمعية… فإذا كانت مخصصة فقط لمناقشة الجوانب التنظيمية، فيجب أن ينحصر النقاش حول هذا الموضوع، وإذا كانت مخصصة للحديث عن أهداف وبرامج وأنشطة الجمعية، فيجب أن يتمحور التفاعل حول هذه المحاور.

إلا أنه من خلال مجموعة من التجارب بعدد من المجموعات والغرف التي يتم إدخالي وإشراكي فيها، أتفاجأ بخروج العديد من الأعضاء عن الأهداف التي تم إحداث الغرفة من أجلها، بل أكثر من ذلك، بل أكثر من ذلك هو أنني أسجل العديد من المخالفات والظواهر السلبية التي تتخلل عملية التفاعل، منها الخروج عن الموضوع والأهداف المرسومة، بروز مشاعر النرفزة والتعصب مما يؤثر سلبا على مجرى النقاش، شخصنة التفاعل والابتعاد عن الموضوعية، هشاشة في الإقناع والمحاججة والكثير من الظواهر السلوكية السلبية..التي تؤدي بالعديد من أعضاء المجموعة بمغادرة غرفة الدردشة…

لأجل كل هذه الأسباب، غالبا ما أفضل عدم التفاعل في النقاشات التفاعلية في بعض المجموعات سواء على منصة الميسانجر أو الواتساب أو منصات أخرى….

ولكن يجب ألا أغفل فعالية وأهمية بعض العناصر على صبرهم ومصابرتهم في ضبط النفس وعدم الانجرار للاستفزازات التي تستهدفهم (عن قصد أو غير قصد) والتزامهم بالموضوعية وقوة الإقناع والمحاججة وعدم خروجهم عن إطار الأهداف المرسومة للمجموعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى