تاونات بين الأصالة والتشويه: نداء من قلب الجبل

  • بتاريخ : مايو 25, 2025 - 6:35 م
  • الزيارات : 78
  • أنيسة الوردي – ابنة إقليم تاونات

    في زمن تتسارع فيه وتيرة التغيرات، وتُستَغل فيه الفنون والمناسبات لأغراض لا تمت لجوهرها بصلة، نجد أنفسنا، نحن أبناء وبنات تاونات، أمام تساؤل مؤلم: إلى أين تتجه هويتنا الثقافية؟

    لقد عُرفت تاونات، ولا تزال، بعمقها التراثي المتجذر، بغيطتها الجبلية الأصيلة، وباحتفالاتها التي كانت دائمًا تعبّر عن البساطة، الحشمة، والارتباط الوثيق بالأرض والناس. غير أن ما شهدناه مؤخرًا من مظاهر دخيلة على ثقافتنا، كصورة لا تعبّر لا عن تراثنا ولا عن نسائنا، يدعو للقلق.

    إن اختزال الفن الجبلي في استعراضات لا تحترم روح المكان ولا رموزه، لا يخدم تاونات، بل يسيء إليها. لسنا ضد الفن، ولسنا ضد التطوير، ولكننا مع فن يعبّر عنا بصدق، ويعكس واقعنا وهمومنا، لا أن يُفرغ من مضمونه ويُستخدم كزينة عابرة في مهرجانات تفتقد البعد التنموي والثقافي الحقيقي.

    تاونات اليوم، في أمسّ الحاجة إلى التغيير، لا عبر المظاهر، بل عبر المضمون. تحتاج إلى مشاريع تنموية حقيقية، إلى بنية تحتية لائقة، إلى مياه صالحة للشرب، إلى تعليم جيد، إلى مستشفيات مجهزة، وإلى شباب واعٍ تُمنح له الفرص.

    وفي الختام، أقولها من قلب جبل لا يزال صامدًا رغم التهميش: تاونات لا تحتاج إلى مهرجانات، بل تحتاج إلى أبنائها وبناتها، من يحملون همّها، ويُدافعون عن كرامتها، ويضعون مصلحتها فوق كل اعتبار.

    لنحافظ على تاونات الأصيلة… تاونات التي نحب، والتي تستحق اافضل