
حاورته/ الاعلامية اعتصام عثمان
يسرنا اليوم أن نقدم لكم حوارًا استثنائيًا مع شخصية ملهمة تجمع بين الأصالة والابتكار في مجالات التعليم والإعلام والدراما. نلتقي اليوم بالأستاذ أحمد الصديق، رئيس قسم العلوم التربوية وعميد كلية الدراما، والإعلامي السيناريست والمخرج والمعد ومقدم البرامج بالإذاعة والتلفزيون.
أحمد الصديق هو شخصية ذات بصمات واضحة وأثر لا يُنسى في تعزيز الثقافة ونشر المعرفة من خلال منصاته المتنوعة. في هذا الحوار الحصري، سنبحر في عالم أحمد الصديق لنكتشف تفاصيل رحلته المهنية الغنية، ورؤاه المبتكرة وأفكاره الطموحة التي تدفع به نحو مزيد من التألق والإبداع.
1. _نبذة تعريفية عن نفسك ومسيرتك المهنية والأكاديمية؟
أنا د. أحمد الصديق أحمد البشير، من مواليد مدينة بحري شمبات. الأراضي الأصول من منطقة الحلاوين قرية قنب الحلاوين محلية الحصاحيصا، حيث أجد نفسي أكثر من أي مكان آخر. أنا أستاذ جامعي بكلية التربية جامعة كسلا، درامي، رئيس اتحاد الدراميين بكسلا المنتخب، والأمين العام لنقابة الدراميين، وإعلامي بصحيفة الزرقاء وريمونتادا الرياضيتين، وبعض المواقع الإلكترونية التي تهتم بالشأن السياسي. شاركت في كثير من الفعاليات القومية الأكاديمية والدرامية، ومن مؤسسي ميثاق كادوقلي للحوار المجتمعي عبر فنون الأداء.
2. _كيف تستطيع الموازنة بين مسؤولياتك الأكاديمية والإعلامية، وكيف تواجه التحديات المرتبطة بكل منها؟
الأمانة، الأمر في البدايات كان صعبًا جدًا، خصوصًا مع صحيفة ريمونتادا، باعتبار أنني من المؤسسين مع أستاذي بابكر مختار والأستاذ علم الدين هاشم. كانت الصحيفة تصدر ورقيًا وإلتزامات المقال اليومي والتغطية للفعاليات الرياضية مع المسؤوليات الأكاديمية بحكم أنني كنت رئيسًا لقسم العلوم التربوية بكلية التربية جامعة كسلا وعضو مجلس الكلية ومجلس الأستاذة بالجامعة، إضافة إلى أعباء العمل الإداري باتحاد الدراميين. كان الأمر مرهقًا، ولكن مع الأيام وإدارة الوقت أصبح الأمر سهلًا جدًا والأمور مشت الحمد لله رب العالمين.
3. _ما هي أكبر إنجازاتك في مجال السيناريو والإخراج، وما هي المشاريع التي تفتخر بها أكثر من غيرها؟
المشاركة في مهرجاني البقعة الدولي للمسرح ومهرجان المسرح الحر الدولي، تأسيس جماعة من الجامعة شاركت في مهرجان خارج السودان بعدما حازت على المركز الأول في أكبر مهرجان دولي للمسرح في السودان. لدي العديد من الأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية والمسرحية، ومن مؤسسي أول مهرجان دولي في السودان للمونودراما بكسلا مهرجان التاكا للمونودراما. لدي مجموعة أفلام قصيرة مع منظمات المجتمع المدني في مجالات التوعية.
4. _كيف ترى دور الدراما في تشكيل وعي المجتمع، وكيف يمكن استخدامها لتعزيز القيم الإيجابية؟
الدراما نشاط واعي يمثل خطاب توعوي يمكن أن يساهم في إدارة التنوع عبر تعزيز مفاهيم التراث الإنساني وموجودات الإرث القومي للاثنيات التي يتكون منها المجتمع السوداني، إضافة إلى أنها تعرف المجتمعات ببعضها من خلال منجزاتها الثقافية.
5. _ما هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه التكنولوجيا الحديثة في مجال التعليم والدراما، وكيف يمكننا الاستفادة منها؟
من الأهمية بمكان الاستفادة من قدرات مواقع التواصل الاجتماعي وطاقة الشباب في تأسيس الوعي الاجتماعي للتنوع من خلال طرح أسئلة ثقافية ملحة تناقش مشكلات الهوية وقيمة التنوع من خلال نظرية نقد العقل الخاص التي يمكن أن تحل كثيرًا من إشكاليات المجتمع السوداني في مسألة قبول الآخر.
6. هل هناك شخصية معينة ألهمتك في مسيرتك المهنية، وكيف أثر ذلك في تطورك الشخصي والمهني؟
بكل تأكيد، أستاذتي في كل المراحل الدراسية كانوا قادة مجتمع بحق وكانوا ملهمين لي من أجل أن أكون شخصًا مؤثرًا من خلال تخصصي الممتد عبر أكثر من زاوية في المجال الرياضي والأكاديمي والثقافي.
7. _ما هي النصائح التي تقدمها للطلاب الذين يطمحون للعمل في مجالات الإعلام والدراما؟
الاطلاع والالمام بتفاصيل التنوع في التراث السوداني وخلق لغة حوار سوداني من خلال هذه القيمة بعد التشبع بالتراث ومكونات الهوية السودانية المتداخلة بين الهوية العربية والأفريقية ودول الجوار فهي مادة خصبة لكل من يريد أن يكون صانع محتوى جاهز بدل توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في إبراز النعرات التعالي العرقي.
8. _ما هو المستقبل الذي تتوقعه لمجال التعليم والدراما في العالم العربي؟
مستقبل مشرق لو اهتمت الدول بمكوناتها وعملت على إبراز الهوية الوطنية وتحديات الصمود أمام هجمة الطمس الثقافي للتراث الشعبي من خلال أطروحة ثقافة القوة التي تستند على التعبير الاجتماعي لكل مكون عن نفسه وتحويل الصراع السياسي إلى صراع ثقافي واعي يهدف إلى تعريف الناس ببعضها البعض لمفهوم التنوع الذي هو أساس خلق الله للناس مختلفين في اللون واللسان. وما هي الفرص والتحديات التي تواجهها؟
مشكلات المجتمع الحساس لتناول قضاياه والتمترث حول الذات ولكن مع المواصلة وزيادة التعرض لهذه القيم يمكن أن نخلق مجتمعًا متماسكًا معافى من الهجمة الشرسة التي تعيق مفهوم الوحدة من خلال إدارة التنوع.
9. _كيف يمكن للمخرجين والسيناريست الاستفادة من خلفيتهم الأكاديمية في تطوير محتوى إعلامي متميز؟
الفنون عمومًا هي في الأصل قيمة إبداعية والجانب الأكاديمي فيها يجعلها أكثر نضجًا لحساسية التناول وما يمكن أن تساهم به في نقل الإنسان إلى منتج مستفيد من تراثه لزيادة فرص العمل من خلال الترويج للإمكانيات السياحية والاقتصادية وإضافة القيمة الاقتصادية لهذه الإمكانيات من خلال جذب الاستثمار.
10. _ما هي القيم والمبادئ التي تسعى لنقلها من خلال عملك في التلفزيون والإذاعة؟
ترسيخ مفاهيم الوحدة من خلال إدارة التنوع الكادر البشري والقيم الثقافية والإمكانيات الاقتصادية وخلق هوية قومية متوافق عليها.
11. _ما هي الأهداف المستقبلية التي تطمح لتحقيقها في مجالك الأكاديمي والإعلامي؟
صناعة محتوى يلفت انتباه الناس للقيم المشتركة بيننا كسودانيين فما يجمع بيننا أكبر مما يفرق إذا كان المدخل إلى ذلك الثقافة.
12. _كيف ترى تطور مجال الدراما والإعلام في العالم العربي، وما هي الفرص والتحديات التي تواجهها؟
الانفتاح وتقديم صورة جيدة عن المكونات المحلية من خلال طرح إبداع واعي يمكن أن يمثل إضافة لمحيطينا العربي والأفريقي بحكم أننا التنوع أثر في تكويننا الثقافي والاجتماعي.
13. _كيف يمكنك استخدام الفن والدراما لتعزيز قيم التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة؟
الإبداع يجعل الإنسان يطلع على نفسه من خلال وعيه المجتمعي ويحقق الرضا والشفاء ويعمق مفهوم الانتماء.
14. _ما هو دور العلوم التربوية في تحسين جودة التعليم، وكيف يمكن تطبيقها بشكل فعال؟
العلوم التربوية تضيف على التخصص الأكاديمي قيمة إيصال المفهوم والمغزي من أجل تفاعل إنساني سواء كان أكاديميًا أو ثقافيًا أو اجتماعيًا.
15. _كيف يمكنك تحقيق التوازن بين الابتكار والاحتفاظ بالتقاليد في مجالات التعليم والدراما؟_
من خلال توظيف الأدوات الحديثة في طرح التراث بشكل مبتكر وجاذب للأجيال والتعريف بقيم الأجداد.
16. _هل يمكن أن تشاركنا بتجربة أو موقف صعب واجهته خلال مسيرتك المهنية وكيف تعاملت معه؟_
البدايات دائمًا ما تكون صعبة ما بين الاندفاع نحو الإنجاز والواقع والقوانين الملزمة في العمل، ولكن مع الأيام واكتساب الخبرات يتعلم الإنسان كيف يدير شؤونه. وقد واجهتني تحديات كثيرة خاصة في العمل الأكاديمي بجامعة كسلا.
17. _ما هي الأفلام أو البرامج التلفزيونية التي تفضلها والتي تعتبرها ملهمة بالنسبة لك؟_
الأفلام التسجيلية لأنها توثق للمواقف والتاريخ والملهمين لمجتمعاتهم من الأفراد والمؤسسات.
18. _كيف ترى دور الإعلام في تشكيل الرأي العام، وكيف يمكن استخدامه بشكل إيجابي؟_
هو لغة العصر في التعريف بالإنجازات وتشجيع الآخرين على التعلم من التجارب الإنسانية وانتخاب ما يناسبنا منها في طرح منابرنا الإعلامية.
19. _ما هو النص الذي كتبته وتشعر أنه يعكس أفكارك وقيمك بشكل كامل؟_
مسرحية في سيرة صالح ود آمنة بت الفكى.
20. _كيف تتعامل مع النقد وكيف تؤثر ردود الفعل على عملك وإبداعك؟_
كنت في البدايات متعصبًا جدًا لرؤيتي بحكم الحداثة، ولكن مع الأيام أدركت أهمية الرأي الآخر في التبصير ولو من باب الرأي الآخر المناهض لفكرتك.
21. رسالة أو نصيحة أخيرة تود توجيهها لقرائنا ومتابعيك الكرام؟
عليكم بالإيمان بمشاريعكم والاجتهاد في أن ترى النور من خلال المداومة والتجويد.
وفي ختام هذا الحوار الاستثنائي، نتقدم بخالص شكرنا وتقديرنا للأستاذ أحمد الصديق، رئيس قسم العلوم التربوية وعميد كلية الدراما، والإعلامي السيناريست والمخرج والمعد ومقدم البرامج بالإذاعة والتلفزيون.
لقد كانت مشاركته مليئة بالحكمة والبصيرة، وقد أضاء لنا جوانب عديدة من مسيرته المهنية الملهمة. نثمّن عالياً إسهاماته الكبيرة في مجالات التعليم والإعلام والدراما، ونتمنى أن تستمر رحلته في نشر المعرفة والثقافة عبر الأجيال.
إن هذا اللقاء ليس مجرد حوار، بل هو فرصة لاستلهام الأفكار وتحفيز الطموحات. أحمد الصديق، شكراً لك على هذا الحوار الشيق والمُلهم. نتمنى لك دوام النجاح والتوفيق في كل خطواتك المستقبلية.