آراء حرة

وجهة نظر حول موضوع : “فيروس البطالة وارتفاع الأسعار أشد فتكا من كورونا”

بقلم/ سفيان الناصري

مما لاشك فيه أن من مر من مرحلة البطالة، أو مزال يمر منها أكيد هو من سيفهم ما أقول وسيستوعبه جيدا،فعندما نتحدث عن فيروس البطالة فإننا نتحدث عن ألم مستمر، ومعاناة،قلة النوم مستمرة،تفكير زائد،يأس متجدر،سخط دائم،قلق يومي،البؤس حدث ولا حرج وهلم جرا من الشعور السلبي والمعاناة الدائمة، وهذه المعاناة ليس كباقي المعاناة بل هي معاناة منغمة بهرطقات وتسلطات الدولة و المجتمع (مسؤولين وأفراد من العائلة) اللذان لا يرحمان بكلماتهما القاسية الموجهة للشاب المعطل ،وكذا من قبيل عامة الناس وبالاخص الاقارب , فهؤلاء بطريقة او أخرى يحاولون استفزار الشباب المعطل بكلماتهم التي تجرح وتدمر وتعقد كينونة المعطل ،من قبيل مقارنته بأشخاص ساعدهم الحظ في إيجاد شغل أو وظيفة خاصة اذا كانو من نفس العائلة ليجعلوا منه عرضة للسخرية واتهامه بالفشل.

وهذه الامور فإن كان ضعيف الايمان والشخصية سيتعقد في حياته وسيعاني الويلات، بمعنى آخر سيتعرض للقصف من طرف  الكبير ،والصغير، ومن طرف الجاهل العادي والجاهل بالمونسيون، لان الجهل درجات،ناهيك عن الحكرة التي سيتعرض لها ان اراد التحرك للعمل من اجل توفير القليل من المال، فقد يبدأ بالتجارة في الازقة او في الشارع العام، وهنا ستبدأ تجربة أخرى من طراز آخر تجربة الحكرة من طرف  رجال سلطة وأعوانها ،الذين يصدانونه كما يصطاد القناص الأرانب في الغابة بدعوى تحرير الملك العمومي، وكأنه المسكين استولى على نصف ثروات الوطن بينما هو المسكين لم يستولي حتى على متر أو نصف متر من الارض التي حررت بدماء أجداده، يلقي عليه سلعته البسيطة كالجوارب الشتوية والصيفية او كروسة الفواكه والخضر، إن كان له سند من العائلة او الاقارب لتمويل مشروعه البسيط,  بمعنى آخر، يتعرض للإستفزازات اليومية من طرف البائعين المتجولين بالشارع، وكذا من طرف العصابات والمدمنين والمجرمين …والكل يحاول ان يأخذ له ماله،لا لشيء الا لأنه انسان مثقف يخشى ويخاف من المشاكل المجانية، التي نقصد بها:  تلك المشاكل التي قد تؤدي بالانسان الى السجن لسبب تافه او على خلفية أمور لا تستحق،لذا يحاول تجنبها وهذا هو ما يشجع من هب ودب على حكرته،لأنه ببساطة نحن نعيش في مجتمع مليئ بالظلم، وبالحكرة، والتسلط،  سواء من طرف فئة الفقراء والمهمشين أو من طرف الدولة،ليبقى هنا المعطل بين منطق المطرقة والسندان,  لا هو قادر على رد الاعتبار لنفسه ،والدفاع عنها لا هو قادر عن الصبر عنها،لذا تجده ينفجر في بعض الاحيان ويرتكب جرائم لا تغتفر وهنا استحضر العديد من( قصص جرائم القتل)ارتكبت من طرف المعطل التي ضيعت شبابه ووضعته بين القضبان. ليكون المنحوس، والسيء الحظ حقق ما كانوا يطمحون اليه اعدائه ،واعداء النجاح. بكل سهولة…لذا فمن الواجب على الشاب المعطل اولا ان يكون انسان مؤمن، وهنا الايمان ليس فقط بالقدر ان يصلي ويصوم فقط بل حتى الايمان بالقضية اي يجب ان يكون مؤمن بأن الشغل من حقه، بمقتضى الدستور والقوانين والمواثيق الدولية وبالتالي يجب عليه النضال من اجل انتزاع حقه العادل والمشروع في الشغل، والنضال هنا ليس فقط ان يخوض اعتصامات واضرابات ،بل ان يهيء جيدا للمباريات المهنية ،ويناضل ليل نهار مع الحرف لكي يفرض نفسه في المباريات ولكي يكون نفسه جيدا…
يتبع

بقلم  / سفيان الناصري
مجاز بشعبة القانون الخاص بجامعة سيدي محمد ابن عبد الله ظهر المهراز فاس
طالب بكلية الاداب والعلوم الانسانية ظهر المهراز فاسمسلك الدراسات الفرنسية.

بتاريخ 02/12/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى