أرض بني زروال تنبذ المحظور وترفضه ومتعطشة للعودة إلى الأصول

عزيز المتقي / غفساي
في خطوة محمودة وتجربة فريدة من نوعها، اقدم شاب من منطقة جماعة ودكة على النبش في تراث الأجداد والعمل على إحيائه من جديد في مبادرة ربط الماضي بالحاضر مع تطويره بما يتلاءم ومتغيرات العصر وتحدي قساوة الطبيعة والشروع في خلق تجربة لزراعة بديلة للنبتة المشئومة.
اذ وصل هذا الشاب إلى قناعة مفادها أن أرضنا تكتنز في تربتها ذهبا وفضة بديلة عن زراعة القنب الهندي، إذ يكفي التعمق في الارتباط بتراث الأجداد الاقتصادي والعمل على تطوير تقنياته ويكفي عقلنة السلوك البشري لأنشطته المرتبطة بالأرض والتي تعود عليه بالنفع ولا تلحق أي ضرر بعدي على مستقبل الأجيال المقبلة.
التجربة التي خاضها الشاب المعني تتمثل في إقدامه على الاستثمار في زراعة أرضه بالبطيخ الأحمر المعروف وأنواع أخرى من الفواكه الترابية مثل الخيار.
الشاب يقول أن هذا الخيار كان تحديا بالنسبة له لأنه كان على خوض تجربة تتطلب المزيد من التحدي على اعتبار أن هذه الزراعة تتطلب الكثير من الجهد والرعاية، الا انه وبفضل الله تعالى استطاع ان يقطف ثمرات جهده فكانت التجربة ناجحة بنسبة 85/% من المتوقع بالرغم من أنه اعتمد على امكانات بسيطة وتقليدية.
الدرس الذي يمكن استنباطه من تجربة هذا الشاب هو أن يتجه الميزاج العام لشباب المنطقة في التفكير لخلق بدائل زراعية منتجة وغير مضرة للأرض وفرشاتها وغير مستنزفة لطاقاتها الانتاجية.
وعلى شباب المنطقة أن يعي جيدا أن مستقبل منطقتهم وشكلها المستقبلي ومستقبل أبنائهم يتوقف على سواعدهم وعقولهم، وواهم من ينتظر من الآخرين خدمة هذه المنطقة …
يستنتج أيضا من هذا الدرس أن مشكل تنمية المنطقة البديل ليس في البديل ولكن في الإرادة القوية والعزم للتغلب على مخلفات النبتة التي دمرت الارض والعباد، لأن البدائل موجودة بكثرة، إذ يكفي العودة للماضي للإطلاع من خلاله على حياة الأجداد لنقل تجاربهم وأساليب حياتهم إلى الحاضر مع تطويرها وتطوير أساليب عملها وإنتاجها…فأرضنا كنز غني ونشجع أهالي المنطقة على التخلي تدريجيا عن نبتة القنب الهندي والاستثمار في الخضر ونوار الشمس والورود والفواكه والتين والعنب والتراث والعمل على الارتقاء بها والاستثمار في السياحة القروية.
ويبقى السؤال معلقا الم يحن الوقت يا ابناء بني زروال للعودة لهذه الزراعة بدل زراعة الذل؟