حنان القصري- أفريك تيفي
انتقلت الفاعلة المدنية عائشة الشنا إلى دار البقاء والخلود ؛ وعلى إثر هذا المصاب الجلل ؛ نتقدم باسمى عبارات التعازي والمواساة لذويها وأفراد عائلتها سائلين الله ان يلهمهم الصبر والسلوان في فقيدتهم وأن يشملها الله برحمته الواسعة.
الفاعلة المدنية المسماة قيد حياتها عائشة الشنا كانت تنشط وفق المعلومات المتداولة في مجال تقديم الدعم والمساندة للأمهات العازبات .. وهذا الفعل بالضبط أثار جدلا واسعا بين المهتمين والاوساط الحقوقية ؛ منهم من اعتبر نشاطها بمثابة تحفيز الفساد وتشجيعه ومنهم من اعتبره عملا يستحق التنويه والتشجيع ومنهم من لهم وجهات نظر أخرى ومنهم من له تحفظات على أنشطتها لسبب او آخر .
المشكلة ليست هنا ؛ ولكنها برزت من جديد الى السطح في الطريقة التي واكبت بها بعض الجرائد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عملية نعي وفاتها ووفاتها ؛ من خلال النفخ فيها وفي فعلها والانشطة التي كانت تمارسها قيد حياتها؛ فمنهم من ابدع شعرا بمناسبة نعيها ومنهم من وصفها ب”أم كل المغاربة” ومنهم من امتدحها الى درجة التقديس….ومنهم يريد ان يقنعنا بأنها ابتكرت قيد حياتها نظريات اقتصادية وعلمية أفادت بها تنمية البلاد.
نفس الجرائد لم تتجرأ على إعطاء نفس الاهتمام للعالم والمخترع المغربي رشيد اليزمي والمواهب البارزة التي يمكن أن تساهم في إضفاء طفرة نوعية على الاقتصاد الوطني والمجال التكنلوجي والابداعي والاختراع.
نفس الجرائد التي تقدس المسماة قيد حياتها عائشة الشنا؛ تتجاهل بصفة ممنهجة معانات المغاربة في مواجهة تداعيات الأزمة العالمية وتداعياته جائحة سنتي 2020/2021؛ وكأنها تعيش في كوكب المريخ.
وعندما نستعمل هذه العبارات ؛؛فهذا لا يعني أبدا قدحا أو تجريحا أو تقليلا من شأن الفقيدة ؛ فهي ماتت لها ما لها وعليها ما عليها ؛ ولكن لا يمكن تقديسها ونعتها بأوصاف يلفها الكثير من الغموض والجدل؛ ولا يمكن تدليس الحقيقة وتزييفها واستغلال موت سيدة لوصفها بما ليس فيها والنفخ فيها الى درجة التقديس.
ملاحظون وبعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون فيما بينهم ‘ تمنينا من الجرائد التي عنونت صفحاتها الاولى بعناوين مبالغ فيها في شأن نعي وتعزية المسمى قيد حياتها عائشة الشنا ؛ أن تضع بدلها عناوين تخص التضامن مع الناس في مواجهة غلاء الاسعار وجشع اللوبيات الرأسمالية التي تقتات من البؤس والازمات؛ في الوقت الذي يحتاج فيه الوطن الى مزيد من التعبئة والتضامن والتكافل الاجتماعي لتذليل تداعيات الأزمة ومخاطرها على السلم الاجتماعي …