كلمة بمناسبة العيد الأممي للعمال : فاتح ماي عيد أممي فرضته تضحيات الأسلاف في مواجهة اضطهاد الطبقة العمالية من قبل الليبرالية المتوحشة

  • بتاريخ : أبريل 30, 2022 - 11:55 م
  • الزيارات : 5
  • بقلم/ محمد القاضي

    غدا يوم الأحد فاتح ماي ستحتفل الأسرة العمالية بعيدها الأممي ؛
    غدا فاتح ماي ستخلد الطبقة العمالية يومها الأممي لستحضر من خلاله التضحيات الجسام التي قدمها أسلافنا في سبيل تحسين ظروف العمل وتنزيل ساعات العمل الى 8 ساعات ورد الاعتبار الى العامل باعتباره الأداة الحقيقية للانتاج وإبراز حجمه الحقيقي في صناعة التاريخ وفي تطوير المنظومة الإقتصادية، باعتباره الفاعل الاساسي فيها والمنتج الحقيقي داخل المجتمع على امتداد تاريخ البشرية.
    فاتح ماي ليس يوما لاستعراض العضلات ورفع الشعارات فقط ؛ بل هو عيد أممي صنعته وفرضته تضحيات أسلافنا من العمال والحركات العمالية دفاعا عن حقهم في الكرامة وحقوقهم في الانسانية وحقوقهم في العيش الكريم، وفرض وزنهم وثقلهم وتأثيرهم في كل مناحي الحياة.

    فاتح ماي هو باكورة نضالات مريرة سقطت في سبيلها دماء وارتوت الارض منه ليبقى شاهدا على هذه التضحيات.

    وإذا كنا نخلد هذا العيد في فاتح ماي من كل سنة ؛ فليس ذلك من أجل البهرجة والاستعراضات الفلكلورية ؛ بل لأجل الوقوف على تقييم حصيلتنا : أين نجحنا وأين فشلنا ؛ ماهو سر نجاحنا وما هو سر فشلنا ؟ ومراجعة الذات ومراجعة سلوكنا العمالي ؛ والتأكد من مدى تقديرنا واحترامنا لتضحيات أسلافنا أم تنكرنا لهم ولتضحياتهم؛ وهل حافظنا على المكتسبات ام فرطنا فيها؟

    فاتح ماي هو بمثابة بوصلة تهتدي بها أمة الطبقة العمالية فوق كوكب الأرض لتنسيق جهودهم وتظافرها في مواجهة جشع غول الرأسمالية المتوحشة التي حولت “العامل ” في الكثير من بقاع العالم إلى قن مسلوب الحرية ومسلوب الكرامة ومسلوب الإرادة.

    فاتح ماي هو بمثابة بوصلة تهتدي بها الحركات العمالية لمواجهة القوانين الجائرة التي تحاول آلة الرأسمالية المتوحشة فرضها لتحويل العامل الى عبد مذلول ومهان ومنزوع من حقوقه الانسانية.

    فاتح ماي هو مناسبة أيضا للتأكيد على أن العامل هو قوة الانتاج الحقيقية داخل المجتمعات وبدونه لا يمكن للإنسانية ان تنعم بالتغذية والعمران والتطور والازدهار.

    فالعامل هو الذي يزود السوق بمحتوى اقتصادي يغذينا؛ وهو الذي يصنع لنا البضاعة وهو الذي يفتح لنا الطرق وهو الذي يصنع كل حاجياتنا وهو الذي ينظف شوارعنا وهو الذي يحفظ أمننا ويحرس حدودنا ويسهر على راحتنا وتوفير مقومات عيشنا ويعلم أطفالنا ويصنع عقول وسواعد الغد ونهضة الأمم.
    فتحية إجلال وتقدير للفلاح؛ الصانع؛ الشرطي؛ العسكري؛ الطبيب؛ القاضي؛ السائق ؛ الأستاذ؛ عامل الأوراش في الطرقات والبحّار وغيرهم.

    فاتح ماي هو ملحمة أممية تذكرنا سنويا بماهية العامل ودوره في حركة التاريخ؛ ومن ثمة ضرورة رد الاعتبار اليه وتحصين مكتسباته.

    فاتح ماي عيدا أمميا للعمال وحركاتهم النقابية الحقيقية ؛ وليس مناسبة او موجة يركب عليها رموز الرأسمالية المتوحشة.

    ومن الخزي والعار ان يتقدم صفوف الحركات النقابية “إقطاعيون” وقتلة مكتسبات الطبقة العمالية وسارقو أحلامها وتطلعاتها والمتاجرين بمآسيها وجهودها وقوت يومها.

    فاتح ماي محطة سنوية تذكرنا بأن العمل يزودنا بمناعة ضد الألم؛ وتذكرنا بضرورة الإخلاص في العمل لأنه يقيس عطاء وإبداع الإنسان ويقيس حجم جهده ومردوديته ؛ وتذكرنا بأنه عندما نحول العمل إلى متعة تكون حياتنا مبهجة.

    إن الطبقة العمالية من خلال حركاتها ومنظماتها النقابية الحقيقية ؛ ينبغي ان تحرص حرصا شديدا على عدم السماح للإقطاعيين بتولي زمام أمورها؛ وينبغي أن تحرص على المساهمة في تطوير القطاعات التي تشتغل بها والدفع بها الى الأمام لتحصين المكتسبات وكسب المزيد من الحقوق.

    دام العامل(ة) شامخا عاليا.