تكريم الفنان محمد خشلة بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع في الفن والمسرح

  • بتاريخ : يناير 31, 2025 - 10:56 م
  • الزيارات : 12
  • هيثم مصباح/أفريك تيڤي 

    نظم مكتب جمعية المسرح الشعبي والمحافظة على الثرات حفلًا ضخما للفنان والمسرحي و السينمائي ورئيس الجمعية الأستاذ الحاج محمد خشلة، تكريمًا لمسيرته الفنية والتربوية التي امتدت على مدار أكثر من أربعة عقود.

    كان هذا الحفل الذي نظم مساء يوم 31 من شهر يناير 2025 بمدينة فاس وتحديدًا بدار الشباب بن دباب بمقاطعة المرينيين، بمثابة احتفاء خاص بعطاء هذا المبدع الذي ترك بصمة واضحة في مجال المسرح والفن في المدينة والمغرب بشكل عام.

    شهد الحفل تكريمًا مميزًا ألقاه السيد اسماعيل بالعياشي عضو جمعية المسرح الشعبي والمحافظة على الثرات، حيث بدأ بتلاوة كلمات من الذكر الحكيم، تبعها أداء النشيد الوطني، وبعد ذلك، توالت المداخلات من عدد من الحضور الذين أشادوا بمسيرة محمد خشلة، وكان من بين المداخلين، سليمان مستعد، رجل التعليم والممثل السابق في جمعيات ثقافية، الذي قدم كلمات مدحية واستعرض بعض المحطات المهمة في حياة خشلة، كما ألقى الدكتور عبد الفتاح ابطاني، الزجال والمسرحي، كلمة تضمنت إشادة بإسهامات خشلة في مجال المسرح والفن بشكل عام.

    وفي جو من التأثر والاحترام، قدم العديد من تلاميذ محمد خشلة، من بينهم الفنان المسرحي خمار المريني، كلمات طيبة تعكس حجم تأثيره عليهم في مسيرتهم الفنية، هؤلاء التلاميذ أكدوا أن خشلة لم يكن فقط أستاذًا، بل كان مرشدًا ومُلهمًا في مختلف مراحل حياتهم.

    و اختتم الحفل بتقديم هدايا تكريمية للفنان محمد خشلة من طرف مكتب الجمعية، في لفتة تقديرية من قبل المجتمع الثقافي لفاس،كما تم التقاط صور تذكارية مع الحضور، ليكون هذا الحدث شاهدًا على الاحتفاء بمسيرة فنية غنية ومتنوعة.

    فهذا التكريم يعد محطة هامة في مسيرة الفنان محمد خشلة، كما يعكس الاحترام العميق الذي يكنه له المجتمع الثقافي في مدينة فاس وفي المغرب بشكل عام، فهذا الفنان الذي استثمر حياته في إثراء الساحة الفنية والتربوية، يستحق هذا التقدير الكبير بفضل إبداعاته وتفانيه في العمل، فقد كان ولا يزال مثالاً للفنان المتعدد المواهب الذي ترك بصمته في مختلف المجالات الثقافية والفنية، ويظل نموذجًا يُحتذى به في التزامه وإبداعه.

    ويشار إلى أن الفنان محمد خشلة وُلد بمدينة فاس عام 1951، و يعتبر واحدًا من أقدم وأبرز الأسماء في عالم الفن المغربي، حيث تلقى تكوينه الفني في فرقة “طليعة” بين عامي 1968 و1973 على يد الأستاذ أحمد زكي العلوي، ليكتسب مهاراته الفنية ويصقل موهبته، وبعد ذلك، حصل على دبلوم في الفنون التشكيلية من دار الثقافة بمدينة فاس في عام 1970، مما عزز من قدراته الإبداعية.

    هذا وقد شغل محمد خشلة منصب أستاذ للعلوم الرياضية بثانوية أم أيمن في فاس من عام 1978 حتى 2000، بالإضافة إلى رئاسته لمكتب تنشيط المؤسسات بنيابة التعليم بفاس من عام 2000 حتى 2005، وهو ما أضاف بعدًا تربويًا مهمًا لمسيرته.

    وجدير بالذكر بأن خشلة كان أيضًا مؤلفًا وله العديد من الأعمال القيمة التي تناولت المسرح والفن، من بين مؤلفاته نجد “مسرح التكامل”، و”الدرس المسرحي عند مسرح الهواة”، و”ثلاث مرتجلات”، التي تعكس بوضوح عمق فكره الفني واهتمامه بالمسرح كوسيلة تعبير حية ومؤثرة، كما تألق أيضًا في مجالات أخرى كالتصميم السينمائي، حيث شارك في العديد من الأفلام السينمائية مثل “كابوس” لأحمد ياشفين، و”نهيق الروح” لنبيل لحلو، و”جوهرة النيل” للويس تايغ، و”حدائق عدن” لأليساندرو دالاتري. كما شملت إسهاماته تصميم الديكورات لعدد من الأفلام المغربية والأجنبية.

    إضافة إلى إبداعه في مجال الفنون التشكيلية، فقد قدم خشلة العديد من اللوحات التشكيلية التي عُرضت في معارض فردية وجماعية في المغرب والجزائر، مما يعكس تنوع ابداعاته وتعدد مجالاته.