آراء حرة

اليوم نحتفل برفع راية التحرير، ويسطر التاريخ عظمة شعبنا وجيشنا ودولتنا!

بقلم / إعتصام عثمان

أسدل الستار اليوم على الفصل الأهم من مؤامرة الرباعية التي شملت الإمارات وقوات الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير. لتعلن الدولة السودانية أنها عصية على الاستتباع، كما كانت دائماً عصية على الاستعمار! إن حكمة الشعب السوداني وصموده يقدمان درساً باقياً لمن لم يقرؤوا تاريخ هذه البلاد ولم يدركوا المعاني الكامنة في إنسانها من عزة وكرامة وعراقة، التي جعلت هذه الأرض واحدة من أقدم الدول الحدودية في التاريخ، قبل أن يدخلوا في مقامرتهم الفاشلة!

في فصل جديد من تاريخ هذه الأمة المليء بحروب التحرير والثورات، يكتب بمداد من نور شهداء حرب إبريل من القوات النظامية والمستنفرين. في بلد لم يعجز فيه جيل البطولات يوماً عن لقاء جيل التضحيات، حيث يلتقي كل شهيد بشهيد ليزرعوا في الأرض بذور الذكريات المجيدة.

اللحظة التاريخية التي نعيشها اليوم تمثل ليس فقط انتصارًا عسكريًا، بل أيضاً انتصارًا للروح الوطنية والقيم التي يحملها الشعب السوداني في قلبه. هذه القيم التي كانت ولا تزال تتحدى كل الصعاب والمؤامرات، وتثبت أن السودان عصي على الانكسار. إن الشجاعة التي أظهرها أبطالنا في ميادين القتال تجسيد حي لإرادة الشعب في تحقيق الحرية والسيادة.

إن دور الجيش السوداني والقوات النظامية في الحفاظ على أمن البلاد وسيادتها لا يمكن تجاهله. لقد كان الجيش ولا يزال صمام الأمان وركيزة الاستقرار التي يستند إليها الشعب في أوقات الأزمات. وفي ظل التحديات التي تواجهنا، تتجلى أهمية الوحدة الوطنية والتكاتف بين جميع مكونات المجتمع السوداني لتحقيق التنمية والتقدم.

النضال من أجل الحرية ليس جديدًا على السودان. فقد خاض الشعب السوداني عبر التاريخ معارك بطولية ضد الاستعمار والهيمنة الخارجية. هذا النضال المستمر هو ما يجعل الشعب السوداني فريدًا وقويًا في مواجهة التحديات. فكل جيل يأتي ليضيف فصلًا جديدًا إلى سجل البطولات والتضحيات، مستلهماً من أرواح الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل مستقبل أفضل لوطنهم.

ومع كل نصر نحققه، يأتي تحدٍ جديد. بناء دولة قوية ومزدهرة يتطلب العمل الجاد والتعاون بين جميع أفراد المجتمع. يجب أن نركز جهودنا على تحسين التعليم والصحة والبنية التحتية، وتأهيل الشباب ليكونوا قادة المستقبل. فالاستثمار في الإنسان هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء.

نؤكد أن النصر الحقيقي لا يكمن فقط في كسب المعارك، بل في بناء مجتمع حر وعادل يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات. إن مسيرتنا نحو الحرية والكرامة لم تنته بعد، وستظل مستمرة ما دامت هناك إرادة شعبية قوية تسعى إلى تحقيق العدالة والازدهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى