إعداد: زهرة شريفي وخديجة الخادر
احتضنت ثانوية ثريا السقاط الإعداية بفاس بعد زوال يوم أمس الجمعة 04 أكتوبر 2024 حفل تكريم طالبات ماليزيات بمناسبة انتهاء دراستهم في كل من ثانوية أم البنين التأهيلية وثانوية تريا السقاط الاعدادية بدعوة وطلب من شيخ الدبلوماسية العلمية والروحية السيد محمد الحسني الادريسي بالتعاون والتنسيق مع إدارة ذات المؤسستين التعليميتين.
الحفل حضره كل من المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ومديرة ثانوية ثريا السقاط الإعدادية ومدير ثانوية أم البنين التأهليية وعدد من الاطر التربوية وتلاميذ من كلتا المؤسستين والطالبات الماليزيات اللواتي تم تكريمهن بالاضافة الى رواد الدبلوماسية العلمية والروحية الذين يساهمون، في إطار هذه الدبلوماسية الموازية، في إبراز الجانب الروحي للشخصية المغربية من خلال مدينة فاس في عدد من بلدان العالم من ضمنها جمهورية ماليزيا.
الحفل تخللته كلمات وفقرات متنوعة تهم تجربة هذه البعثة الطلابية الماليزية بمدينة فاس وكيف أنهم تأثروا بثقافة وتقاليد المغرب من خلال فاس العاصمة الروحية والعلمية للمملكة المغربية وكيف اثروا بدورهم على المحيط الذي قضوا فيه مدة دراستهم وتواجدهم بمدينة فاس وكيف ساهموا في تلاقح الافكار وانصهارها في إطار الدبلوماسية العلمية.
ومما لا شك فيه أن إسم مدينة فاس يوجد في كل اقطار العالم من خلال تواجد مفكريها والخريجين من مؤسساتها التعليمية والعلمية والأكاديمية ومدارسها العتيقة والروحية، إذ أن اسمها دائما يرتبط بجامعة القرويين وعلمائها ومفكريها ومريدي زواياها ومدارسها العتيقة ..
يذكر ان الطلبة والطالبات الماليزيين الذين كانوا موضوع التكريم، بعضهم قضوا فترة تكوينهم ودراستهم بثانوية أم البنين التأهيلية فيما أخرون تابعوا دراستهم بثانوية تريا السقاط الإعدادية، وهما مؤسستان رائدتين في مجال التعليم والعلم والمعرفة بمدينة فاس،حيث مرت من فصولهما وحجراتهما الدراسية على امتداد عشرات السنين أجيال وأجيال وأجيال .
وإذا كان مفهوم الدبلوماسية العلمية بمفهومه الأكاديمي حديث النشأة، بحكم أنه ظهر لأول مرة سنة 2010 عندما أصدرت الأكاديمية البريطانية للعلوم والجمعية الأميركية لتقدم العلوم تقريرا عن الموضوع، ثم بعدها تم إطلاق مجلة العلوم والدبلوماسية في 2012، وفق ما أكده الباحث الفرنسي بيار برونو روفيني بكلية الشؤون الخارجية بجامعة لوهافر نورماندي الفرنسية، فإن المغرب يمارس الدبلوماسية العلمية والروحية منذ مئات السنين؛ إذ بفضل هذه الدبلوماسية وصلت الثقافة المغربية إلى العمق الافريقي وإلى مختلف بلدان العالم ..
ومن ثمة يمكن القول على أن الدبلوماسية العلمية، مفهوم جديد لنشاط قديم دأب المغرب على ممارسته بحيوية ونشاط منذ تأسيس جامعة القرويين بفاس في القرن التاسع الميلادي، حيث بدأ في وقتنا المعاصر يستأثر باهتمام بالغ من قبل نخبة من المفكرين والدبلوماسيين والأكاديميين، وأصبح رافدا من روافد الدبلوماسية والعلاقات بين البلدان ، برز فيه متخصصون وباحثون أكاديميون يتناولون بالدراسة والتحليل تطور هذا المفهوم.
وبالعودة إلى حفل تكريم الطلبة والطالبات الماليزيين الذي تم يوم أمس الجمعة، والذي يأتي في إطار إعطاء التفاتة رمزية في قيمتها المادية لهؤلاء الطلبة ، ولكنها التفاتة عميقة في بعدها الروحي والعلمي والدبلوماسي للتأكيد على روابط وجسور العلاقات الودية والروحية والعلمية بين شابات وشباب ماليزييين الذين سصبحون نساء ورجال ماليزيا الغد وأمهات شباب الغد بماليزيا، إذ أن تجربتهم وما اكتسبوه من علوم ومعرفة في فاس العتيقة ، سيكون له حتما أثرا بليغا وإيجابيا على مستقبل الدبلوماسية المغربية الماليزية ، لكون أن الدبلوماسية العلمية تلعب دورا مهما في تعزيز الآليات الدبلوماسية وتصليب العلاقات بين البلدان وتمتينها، يضاف الى ذلك أن هؤلاء الطلبة بفضل رواد الدبلوماسية العلمية المغربية استفادوا من الحضور لمجالس علمية وحلقات الدروس الروحية بجامع القرويين وفي عدد من الزوايا بما فيهم زاوية مولاي عبد السلام بن مشيش.، دون إغفال جهود المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في إنجاح آليات هذه الدبلوماسية العلمية.
