النـزوح الجَمـاعي لحراكة قاصـ.ـرين إلى الفردوس الأُروبـ.ـي
بقلم : محمد القاسمي
تقاسم طيلة الأسبوع الماضي رواد مواقع التواصل الإجتماعي فيديوهات لعملية حريـ ـك جماعي أبطالها قاصـ ـرين فضَّلوا النـ.ـزوح الجماعي سِباحة إلى سبتة المحـ ـتلة، بإيعاز من مجموعة مُحرِّضـ.ـين إستغلو سذاجة مجموعة من القاصـ ـرين فزرعوا فكرة الحريـ ـك في أذهانهم إلى الفردوس الأروبـ ـي، وهناك مافـ ـيات تُتاجر بالبـ ـشر ولها رِبح مادِّي سواء عبر توفير لوجستيك الهـ.ـجرة السِّرية أو التوجيه والتخطيط ، الذي يشكل بالنسبة لهم خدعة ممـ.ـيتة لن تغير شيء مادام جلهم يظن أن التفاوت الحاصل مع ذلك الفردوس لازال مستمر منذ إستعـ.ـمار تلك البقعة الجغرافية المغربية المسكُوت عنها .
التجربة أتبتت تأثير المجموعة والوضع السابق على قرارت الفرد ،بحيث أن الرأي العام المتتبع لهذا النـ.ـزوح الجماعي وكأن المغرب يعيش حـ.ـرب أهلية فأصبح البعض يحلل ويناقش ويضخم الوقائع بأن المهاجـ.ـرين يهـ.ـددون أمنهم رغم تشديد المغرب المراقبة على حدوده ، فحتى التقاط الفيديوهات بتلك الطريقة غير بريء ومشاركتها بشكل غير مسبوق يثير الكثير من التساؤلات حول من يقف وراء تشويه المغرب ولو على قتـ ـل القاصـ.ـرين ، نعم إنه قتـ.ـل ، لأنني استغربت لمجموعة من الناس تنشر فيديوهات تشرح طريقة الحريك وتوضح بالصوت والصورة أسرع طريقة للوصول إلى سبـ.ـتة ، بل طريق الموت ، يستغلون سذاجة القاصـ.ـرين ، وهناك احصائيات تكشف أن أغلبهم غير متمدرسين وبالتالي يسهل إقناعهم بالفكرة .
لو كانت السعادة ترتبط بالمال أو السلـ ـطة أو الإيمان لما إبتسم الفقراء وحزن الأثرياء وشقي الصالحون ،أحيانا نخلق الوهم في عقولنا ونعيشه ،لأن الوهم مُريح، هؤلاء القاصـ ـرين واهمون بأن سبتـ.ـة المحـ ـتلة و رئيس حكومـ ـتها وسكانها سوف يستقبلونهم بالأحضان والورود، وسوف يتقاسمون معهم كل شيء موجود ولا يعرفون حقيقة الأمور لأن بعض الحقائق من فرط صدقها تبدو كحلم جميل وبعضها من فرط قسوتها تبدو ككابوس مزعج ولولا سوء أحوال الطقس يوم الأحد ورزانة رجال الأمن بتطوان لعشنا السيناريو القديم عندما إستخدم الأمـ.ـن الإسبـ.ـاني الرصـ.ـاص الحي في مواجهة مد بشري لمهاجرين من جنوب الصحراء حاولو عبور السياج الفاصل بين الفنيدق وسبـ.ـتة المحـ.ـتلة راح ضحـ.ـيتها الحالمون بالفردوس الأوربي .
الأكيد أن ماوقع هذه الأيام هو أن الأجهزة الأمـ ـنية بالمنطقة لم تذخر جهدا في منع هذه الغربة الإضطرارية التي يبحث عنها أولئِك القاصرين ،ولمن يسأل لماذا تطوان ؟!، يبدو الجواب سهلا لأن تلك المنطقة التي إنطلق منها ذلك المد البشري نحو الفردوس أصبحت أكثر الأماكن إقبالا لقضاء العطلة في المغرب لجمالها وطيبوبة سُكانها وتوفر لزوارها كل شيء ،هنا تبدأ المقارنة ،أن ماقام به المسؤول الأول عن أمن المنطقة إلى جانب كل المتدخلين ، كان بعقلانية وحكامة لأن اللحظة التي تُتَّخد فيها قرارت هي التي تقرر مصيرك وماقام به الأمن والسلـ ـطات المحلية وبعض الفاعلين من المجتمع المدني أشادت به السلطـ.ـات الإسـ.ـبانية في مدريد ورئيس حـ.ـكومة سـ ـبتة، وهذا في حد ذاته نجاح ، والنَّجاح بلا أخلاق فشل .