كوفيد-19 : هل فعلا يتم استخدامه  من قبل القوى الغربية كوسيلة لإنقاذ اقتصادها من الانهيار

  • بتاريخ : أبريل 28, 2020 - 2:54 ص
  • الزيارات : 15
  • بقلم / محمد القاضي

    في سياق أزمة جائحة كورونا، برزت في الأفق مؤشرات سياسية يعتبرها العديد من المحللين الاستراتيجيين والسياسيين وعمالقة كتاب الرأي بنذير شؤم وبالمؤشرات التي لا تبشر بالخير، وأن ثمة وصفات تطبخ في مطابخ الشر لتقديمها للإنسانية ما بعد كورونا .

    ويستند المحللون في تعزيز أطروحاتهم إلى مجموعة من السلوكات التي كان يفترض أن تختفي ،لاعتبارات إنسانية، في ظل هذه الجائحة الكورونية التي فرضت الحجر والتباعد الاجتماعي على سكان كوكب الأرض وتعميق جراحهم وآلامهم، إذ أن هذه الجائحة لم تمنع الدول الغربية من الاستمرار في أساليبها الإجرامية باستهداف الملايين من الشعوب، ولم يشفع لها الحجر الصحي في وقف هذا الاستهداف أو حتى التخفيف منه، بالإضافة إلى تسييس الوسائل الوقائية في هذه الدول وعدم السماح للأطباء والمختصين في علم الأوبئة بالكشف عن نتائج أبحاثهم الرامية إلى إيجاد علاج أو مصل لهذا الوباء الفتاك، أي إخضاع صحة الإنسان وأمراضه لأمزجة السياسي.

    ففي ظل هذه الأزمة الكورونية ، نعاين جميعا عبر شاشات التلفاز وكبريات الصحف العالمية شدّة الاستهداف لاستقرار العراق، والسعي إلى تقويض استقراره وظهور الدواعش إلى الواجهة وإذكاء النزاع الطائفي والمذهبي الذي زرعه المستعمر الغربي بمساعدة الأعراب أنفسهم وفقهاء العمائم في غفلة من الزمن لنهب ثروات العراق وإلهائه بمبادرات تهدف جميعها إلى عدم عودة السيادة والقرار المستقلّ إلى أبنائه…

    يضاف إلى ذلك أن شعوب اليمن وليبيا والسودان وسوريا وغيرها ، بالرغم من أنها منهكة بالحروب والاقتتال الداخلي المدعوم من قبل قوى إقليمية معروفة بإشراف مباشر من “الناتو” والسيد الأمريكي، فإن جائحة كورونا لم تشفع لهم لإرساء هدنة والتعاون في مواجهة كابوس كورونا كوفيد-19، إذ أن محميات من الخليج وحكومة أردوغان يتنافسان في تغذية أطراف النزاع في ليبيا بالسلاح والعتاد والمرتزقة وتحفيزهما على الاقتتال فيما بينهما تحت ذرائع واهية، ومن طبيعة الحال كل هذا الإجرام في حق الشعب الليبي تم طبخ وصفاته وخططه في الغرف المظلمة للامبريالية ويقوم خدامها من الأتراك وأصحاب العمائم بتنفيذها بأكثر وحشية، كما أن العدوان السعودي والإماراتي لم يتوقف عن استهداف الشعب اليمني وأطفاله.

    أما السيد الأمريكي في شخص دونالد ترامب من حين لآخر يطلق تصريحات لم يسبق لأي مجنون أن تفوه بها، فهو تارة يتهم منظمة الصحة العالمية بالتحالف مع الصين وبإخفاء حقائق مرتبطة بجائحة “كوفيد-19″ وتارة يجلد الصين ويتهمها بإخفاء الحقيقة وتارة أخرى يهدد برفع قضايا جنائية ضد الصين وتحريض حلفائه للمضي في هذا الاتجاه كما فعلت حكومة استراليا،وتارة يوجه تهديدا بسحق القوات الإيرانية.

    كل هذا الزخم الهائل من التصريحات للسيد ترامب يدفع بعض المحللين إلى القول أن تصريحاته في حد ذاتها تثير العديد من الأسئلة المريبة، وبعضهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك من خلال طرح العديد من التساؤلات المشروعة حول سر إقدام ترامب على اتهام منظمة الصحة العالمية بالتواطؤ مع الصين وقطع التمويل عنها، ليجيب أحدهم ثمة هناك سيناريوهين إثنين لا ثالث لهما: الأول يرجح أن يكون ترامب أراد تمرير قرارا ما أو معلومة ما عبر لسان منظمة الصحة العالمية،لكن الأخيرة رفضت، ما أثار ردة فعل قوية لدى ترامب كالتي عبر عنها، بينما السيناريو الثاني يرجح أن يكون التراشق الإعلامي بين ترامب ومنظمة الصحة العالمية، هو مجرد خدعة للتغطية عن سر ما وإبعاد الأنظار عن أي تواطؤ مفترض بين السيد الأمريكي والصحة العالمية.

    كاتب من عمالقة الرأي ختم مقالا تحليليا له بالقول ” هل تمّ تضخيم أثر جائحة كورونا في العالم كي تستغلّ الدول الغربية حالة الشلل العالمية هذه لإعادة سطوتها التي بدأت علامات انهيارها واضحة للعيان قبل كورونا؟ هذا ناهيك عن السؤال من أين أتى كورونا، وما هو مصدره الحقيقي؟

    وأضاف “إنّ اشتداد الأزمات السياسية، وظهور مخططات خطيرة على أرض الواقع يطرحان أسئلة كثيرة قد تحتاج إلى الانتظار لنرى ما تنبئنا به الأحداث قبل الإجابة عليها”.