آراء حرةأفريكTVالرئيسيةتحقيقاتتعليمجهوياتدوليةسياسةمنوعاتوطنية

فوضى النقل السري بفاس تزيح الستار عن حقائق صادمة وتهدد السلم الاجتماعي

كريم الورياكلي / فاس24 تيفي
لا حديث هذه الأيام بفاس إلا عن توغل فوضى النقل السري تحت جميع أشكاله وألوانه انطلاقا من فوضى قطاع سيارات الأجرة الصغيرة مرورا بالخطافة وصولا إلى الفوضى التي ينتجها قطاع سيارات الأجرة الكبيرة التي هي الأخرى احتلت المدار الحضاري بفاس بشكل غير قانوني.
وبالرغم من خطورة نتائج هذه الفوضى وتداعياتها على السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار، فإنها تزداد تغولا واستفحالا بشكل مريب ومرعب.
فالصنف الأول من سيارات الأجرة يؤكد أغلب المتتبعين والمراقبين أن هذا الصنف يعيش على إيقاع فوضى عارمة تتعدد أشكالها وتجلياتها وتداعياتها، من ضمنها أن المئات من مهنيي هذا القطاع لا يستعملون العداد ولا يشتغلون وفق رغبات الزبون ولا يحترمون الظهير والدوريات الولائية المنظمة لهذه المهنة ، بل يتصرفون على أساس أمزجتهم، فمنهم من يعمل على مستوى محاور محددة بأسعار جزافية بدون استعمال العداد وحمله من ثلاثة إلى خمسة أشخاص في كل سفرة، وكل فرد ملزم بالأداء، ويلاحظ أن أغلب العاملين بأسلوب الريكولاج يعملون بشكل مواز لحافلات النقل الحضري بفاس على مستوى جميع المحاور التي تربط أحياء فاس بعضها ببعض، يضاف إليها أشكال أخرى من الفوضى تتمثل في وجود سيارات أجرة صغيرة مزدوجة ووجود سائقين دون توفرهم على رخصة الثقة التي تخول لهم العمل بمجال قطاع سيارات الأجرة الصغيرة.
أما الشق الثاني من مظاهر فوضى النقل السري تؤججه سيارات الأجرة الكبيرة التي تشتغل بالمدار الحضري في خرق سافر لكل القوانين ذات الصلة، حيث يزداد عدد عربات هذا القطاع بشكل يومي إلى درجة أنه أصبح مهيمنا على مختلف محاور مدينة فاس الرئيسية الرابطة بين أحيائها، وهو الأمر الذي يتسبب في اصطدامات شبه يومية مع مهنيي قطاع سيارات الأجرة الصغيرة وما يعقب ذلك من فوضى واختناق للطرقات والمسارات الرئيسية خصوصا في أوقات الذروة، وهذا التصادم بين مهنيي الصنفين يدفع المئات من مهنيي الصنف الأول إلى اختراق القانون وبطريقة تزيد الوضع تأزما وتأزيما.
ولا مجال للحديث هنا عن مظاهر وأشكال أخرى من النقل السري التي يمارسها الخطافة في سيارات من نوع “الكونغو” و” بيرلانغو” وسيارات من الحجم الصغير وفي التريبورتورات، والتي سنخصص لها ملفا خاصا بها في وقت لاحق.
وصلة بموضوع الصنف الأول من سيارات الأجرة، أسرى لنا بعض المهنيين في ردهم على سؤال الفوضى الممارسة من طرفهم، بأن قطاع سيارات الأجرة الصغيرة يعيش فعلا على إيقاع فوضى عارمة، وأن المئات من السائقين لا يحترمون ضوابط وأخلاقيات المهنة، ( الراكولاج ، وعدم احترام رغبات الزبون)، مشيرا إلى أن من يغذي هذه الفوضى وتغولها هو عدم تطبيق القانون وصمت الجهات المسؤولة وغض بصرها وتغول مالكي الاكرامياتagréments الذين قالوا أنهم يشكلون لوبيا فيما بينهم ويشجعون على الفوضى بدافع الجشع والربح السريع ما يدفع السائق إلى القيام بمخالفات خصوصا في ظل تغول قطاع سيارات الأجرة الكبيرة داخل مدار اشتغالهم، وهو ما يضر بمصالحهم المادية .
.
كل هذا الحراك الفوضوي الذي يتم في إطار منظومة النقل السري واللاشرعي سعيا وراء الربح اللاشرعي يهدد النسيج الاجتماعي والاقتصادي ويضر بالمصالح المادية لقطاع النقل الحضري بواسطة الحافلات وتهديد مستخدميها بالتشرد، خصوصا وأن جميع محطات الحافلات في مختلف مساراتها، تحتلها سيارات الأجرة الصغيرة وأحيانا تنضاف إليها سيارات الأجرة الكبيرة على مستوى العديد من المحاور، وعاجلا أم آجلا سينفجر الوضع الاجتماعي بالمدينة وسيصبح من الصعوبة بمكان التحكم في نتائجه أو احتوائه إذا لم تتحرك السلطات العمومية المعنية بهذا القطاع لأن السلم الاجتماعي في خطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى