عزيز المتقي/ غفساي
في بلدتي الحبيبة تاونات وتحديدا بمنطقة بني زروال أصبحت قيم ومظاهر التفاهم والتازر والتعاون “عملة ناذرة، والبحث عنها أصبحت عملية شاقة جدا.
ولكن في مقابل ذلك، تفشت ظاهرة شد الحبل وتغليب منطق “الأنا” على منطق “نحن” إذ يلاحظ أن كل طرف يجر لجهته أو بمعنى اصح “شئ كي قول الرا وشي كي قول الشا”، لتصبح هي العملة البديلة والحاضرة بقوة في حياتنا العامة.
الخاسر الأول والأخير فيها المواطن الزروالي والمنطقة ومستقبلها ومستقبل أجيالها المتصاعدة والرابح الأكبر فيها هو التخلف والجهل والامية والاستعباد الذين يتجسدون في أعداء التنمية بالمنطقة وما يتبعهم من المتملقين والمتزلفين وطينة من الأشخاص يفضلون من يستعبدهم ويستعملهم كأكباش فداء وكقناطر يمر فوقها كبار المفسدين وصغارهم من لاحسي الكابة على أمل أن يجود عليهم من يستعبدهم ببعض الفتات الذي يبقى في “السفيرة” وطاولات الزندقة والقمار والبقشيش لتغطية حقدهم وسباحتهم عكس التيار .
اختلطت الأمور ، ولم نعد نفرق بين الشريف والعفيف والمتملق والكذاب والشفار والأمين، والسبب هو الكل يرى أنه هو الصائب رغم أن كل واحد يعرف جيدا نفسه كما هو..
هذا يشتم ذاك والآخر ينمنم في المقاهي والطوابير الاخرى منها من يخطط لإسقاط وإفشال كل ناجح ومنها من يبنذ (بناذ) في غياب تام لأية مباديء وأخلاق أو أسس أو حس إنساني أو وطني .
فهل بهذه السلوكات الشاذة سنخطو خطوات إلى الإمام ؟ وهل سنحقق ما نصبوا إليه ؟
طالما الأمر كذلك، لن ولن نحقق أي تقدم أو بصيص تقدم لان العلة الكبيرة والخطيرة في تفرقتنا وضعفنا وتشرذمنا ..
يكفي أن يقوم كل واحد منا يتخصيص مساحة زمنية قصيرة من وقته لمراجعة نفسه والتأمل في أوضاع منطقتنا ومستقبلها ومظاهر البؤس والعبودية التي تهيمن على حياة الناس الخاصة منها والعامة، لا طرق ولا بنية تحتية أساسية ولا مرافق عمومية في المستوى ولا مستشفيات ولا تعليم ولا مراكز تكوينية ولا تنمية تبشر بالخير … والوضع سيبقى كما هو عليه الآن وسيزداد ازدراء وقتامة مع ازدياد اي مولود جديد بالمنطقة.
الحل الوحيد أمامنا لتخطي هذه التحديات والخيار الوحيد الذي يتوجب علينا الانتصار له هو أن نتحد وأن نستثمر في تنوع الافكار لبناء هذا الاتحاد عوض تشتيتها وتخريب صفوفنا، وأن نكرس أعمالنا وجهودنا لتنمية المنطقة وننسقها ونتكامل فيما بيننا لتكون لدينا القدرة على تحرير منطقتنا من صناع مظاهر البؤس واليأس والتخلف والقضاء على القمل الأدمي الذي يمتص دماء أبناء المنطقة ويسرق منهم أحلامهم ومستقبلهم، ويصادر كرامتهم الانسانية.
افيقوا أصلح الله أحوالكم، لنضع يد في يد من أجل الغد.
إرسال تعليق