
عبد المولى الكنوني / صفرو
كلما تبادر إلى ذهن أي موطن مغربي اسم مدينة صفرو إلا ويستحضر موسم حب الملوك وملكة جمال حب الملوك ، ثم ينتابه بعد ذلك شوق إلى زيارتها متى سمحت له الظروف بذلك لما لهذه المدينة من جمالية وعراقة ضاربة في التاريخ وتراث إنساني.
ولكن هذا المواطن إذا قام بجولة لتفقد أحياء المدينة ودروبها ومنافذها، سيتفاجأ بوجود مطرح نفايات غير مراقب يتمدد يوما بعد يوم مما سيولد لهذا الزائر انطباعا سلبيا وسيئا عن من يدبرون شؤون مجلس جماعة صفرو الحضرية.
ويقع هذا المطرح بحي بودرهم بمحاذاة المقبرة الإسلامية عند مدخل مدينة صفرو من الناحية الشرقية، وقد عاينت “افريك تيڤي” وضعية هذا المطرح الذي يعتبر متتبعي الشأن المحلي بصفرو بالمطرح “العشوائي”عشوائية، موضحين أنه يتمدد بشكل فضيع ولم تعد تفصله عن الطريق الرابطة بين صفرو والمنزل (504) إلا أمتار معدودة!!! هذا في الوقت الذي تم فيه التوقف عن طمر النفايات في انتهاك صريح لـ”مضمون اتفاق سابق تم إبرامه بين سكان حي بودرهم والسلطة المحلية والمجلس الجماعي بحسب ما صرح به لـ”أفريك,تيفي” حميد بوشاطب أحد سكان الحي وناشط حقوقي بالمدينة.
ولفت ذات الناشط الحقوقي إلى أن سكان حي بودرهم يتضررون بشكل مباشر من انبعاث الروائح النتنة والتسبب في جذب الجراثيم والميكروبات علاوة على تأثيره السلبي على صحة المواطنين والمواطنات وتلويث البيئة وتدمير النظام الإيكولوجي، مشيرا إلى أن العديد من أبناء مدينة صفرو وحماة البيئة والمدافعين عن حقوق الإنسان ، سبق لهم أن نظموا عدة وقفات احتجاجية بهدف لفت انتباه الجهات المعنية لايجاد حل جذري لمطرح النفايات ورفع الأضرار التي تطال الإنسان والبيئة في نفس الآن.
هذا وقد استبشر الجميع خيرا حينما أشيع على نطاق واسع أن المجلس الجماعي لصفرو بصدد إحداث مطرح للنفايات في مكان آخر بعيداً عن ساكنة المدينة غير أن دار لقمان لا زالت على حالها حسب تعبير أحد المواطنين من أبناء سكان حي بودرهم،مما ساهم في مضاعفة معاناة السكان مع الروائح الكريهة وتأثيرها على صحة وسلامة المواطنين.
يذكر أن جماعة صفرو ظلت تدبر مرفق جمع النفايات منذ احداثها إلى حدود سنة 2014 قبل أن تقوم بتفويض هذا المرفق إلى شركة خاصة انطلاقا من سنة 2015 في إطار التدبير المفوض على أساس دفتر تحملات .
ويرى ملاحظون ومراقبون أنه في غياب أي تصور شمولي ومندمج يأخذ بعين الاعتبار معالجة النفايات وتثمينها ستكون النتيجة والتداعيات سيئة جدا، مؤكدين أن الجماعة الحضرية لصفرو إلى حدود الأن، لا تتوفر على مطرح مراقب يستجيب للشروط البيئية المطلوبة ، حيث يتم نقل النفايات وايداعها بمطرح غير مراقب مما له من انعكاسات سلبية على البيئة والسكان!!
ويضيف ذات المراقبين أن الجماعة الترابية لصفرو لم تعمل على وضع أي مخطط جماعي لتدبير النفايات المنزلية والمماثلة لها يحدد عملية الجمع الأولي للنفايات ونقلها وايداعها في المطرح والتخلص منها ومعالجتها وتثمينها وإن اقتضى الحال فرزها حسب تقرير للمجلس الأعلى للحسابات.
وهو ما يفسر لجوء الجماعة الحضرية إلى التحرر من هذا التدبير وتسليمه على شركة خاصة في إطار التدبير المفوض دون الاستناد إلى دراسة تقنية دقيقة ومسبقة مستخلصة من تحليل ميداني تتوخى تحديد الجدوى من اللجوء إلى نمط التدبير المفوض والقيمة المضافة مقارنة بتجربتها السابقة في التدبير المباشر.
وما يزيد الأمر سوئا وفق مهتمون بشؤون حماية البيئة وحماية المستهلك يتمثل في ندرة التساقطات المطرية، حيث يرتفع منسوب الروائح الكريهة المنبعثة من مطرح النفايات مما عمق معاناة سكان حي بودرهم. فيما مصادر مقربة من رئاسة المجلس الجماعي الحالي أكدت لـ”افريك تيفي” أن الجماعة تبذل قصارى الجهد من أجل التسريع في نقل المطرح إلى وعاء عقاري تم اقتناؤه سلفا لهذه الغاية لما فيه مصلحة ساكنة مدينة حب الملوك.
هذا وقد أكد فاعلون حقوقيون محليون تجديد مناشدتهم إلى كل الجهات المختصة بإقليم صفرو من أجل إتخاذ التدابير اللازمة لتغيير مكان المطرح رأفة بسكان الحي خاصة والمدينة بشكل عام وحماية لسلامة البيئة.