الرئيسيةمتفرقاتمنوعات

شكاية: مهاجر مغربي سابق بالعراق تعرض لجميع اشكال التنكيل في سوريا ويلتمس من الحكومة المغربية التفاتة انسانية

 

أفريك تيفي / بريد القراء
توصلت أفريك تيفي عبر بريد قرائها برسالة تظلم من مواطن مغربي قال انه كان يشتغل في العراق, وبسبب غزو العراق تم اعتقاله وسجنه لعدة شهوره ومصادرة بيته واراضيه الفلاحية وكل ممتلكاته ..وبعد إطلاق سراحه انتقل إلى العمل بسوريا ليتم اعتقاله بعد اندلاع الأحداث السورية سنة 2011 حيث تعرض لجميع أشكال التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي واللفظي ..ويلمس من السلطات العليا بالبلاد التفاتة إنسانية لجبر ضرره وإعادة الأمل لحياته.


وهذا هو نص رسالته

تحية طيبة لكم وسلام الله عليكم . وبعد.
الموضوع: ملتمس
أنا مواطن مغربي اسمي سيدي محمد مهداوي، الحامل للبطاقة الوطنية. رقم IK800219 من مدينة الرشيدية .
أرفع لحضراتكم كتابي هذا سائلا المولى عز وجل أن تكونوا سبباً في إظهار الحق وفي إسترجاع كرامتي وحقوقي المسلوبة ، أحيطكم علما أنني سافرت برفقة عائلتي ،الأب والأم والإخوان والأخوات بداية سنة 198‪1 إلى جمهورية العراق لغرض العمل في مجال الزراعة مع أكثر من 200‪ أسرة مغربية بحسب إتفاقية مبرمة بين الحكومة المغربية والحكومة العراقية.
لكن بسبب الحرب الإيرانية العراقية ثم بعدها غزو بلاد العراق رجع الكثير من الأسر المغربية إلى المغرب حتى نهاية سنة 200‪2 حيث رجعت أسرتي أيضآ إلى المغرب وبقيت أنا مع بعض الأسر المغربية هناك إلى أن قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بإحتلال العراق بداية عام 2003 ، حيث تم إعتقالي من قبل ميليشيات مسلحة التي دخلت مع قوات التحالف الأمريكي البريطاني وذلك بسبب جنسيتي ومعتقدي الديني لعدة أشهر ، تعرضت خلالها إلى السب والشتم والاعتداء الجسدي والتعذيب النفسي ثم قامت القوات الأمريكية بالتحقيق معي في مبنى مديرية شرطة مدينة النعمانية بمحافظة واسط سابقاً والذي إتخذته قوات الاحتلال مقرا لها، فاطلقوا سراحي لعدم ثبوت أي شيء ضدي ولعدم وجود اي أدلة تدينني.
وعند عودتي إلى البيت الذي كنت أعيش فيه والذي تعود ملكيته لوالدي وجدته وكل ما فيه من ممتلكات قد تم السطو عليها من قبل تلك المليشيات المسلحة وقاموا أيضاً بالسيطرة على الأراضي الزراعية التي كنت وأسرتي نستثمرها بموجب تلك الاتفاقية المذكورة والبالغة مساحتها 40 هكتار. بل وقاموا أيضاً بتهديدي بالقتل إذا لم أغادر تلك المدينة وهي مدينة الكوت في محافظة واسط، لكوني على خلفية معتقلي الديني .
فذهبت إلى السفارة المغربية في بغداد لكن لم أجد فيها سوى أحد الموظفين العاديين و حارس السفارة. اللذان أخبراني حينها بعدم قدرتهم على فعل أي شيء لي وبأن السيد السفير وكبار الدبلوماسيين قد عادوا إلى المغرب بسبب الحرب . وبعد ذلك عملت في بعض المهن هنا وهناك لكي أعيل نفسي لكني تعرضت فيها إلى التوقيف (السجن المؤقت) وإلى الكثير من المضايقات حتى نهاية سنة 2007 سافرت فيها إلى جمهورية سوريا متأملا ان تستقر الأوضاع في العراق فأعود وأطالب بكل حقوقي وممتلكاتي المنهوبة والمسلوبة.
لكن شائت الأقدار أن تعم الفوضى والحرب في سوريا أيضاً بداية عام 2011 .
ومع كل هذا كنت معتمدا على الله وعلى نفسي وكنت أعمل كتاجر بسيط للألبسة بين مدينة إنطاكيا في تركيا وبين مدينة دمشق في سوريا إلى أن تدهورت الأوضاع أكثر وأغلقت الحدود فعملت في أحد المطاعم في دمشق حتى سنة 201‪3 عندها تم إعتقالي من قبل قوات الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري والسبب أيضاً هو جنسيتي , لكن السبب الأكبر والرئيسي هو قطع العلاقات الدبلوماسية بين حكومة بلادي المملكة المغربية والحكومة السورية وطرد السفير السوري من الرباط. ثم بعدها المبادرة السامية لصاحب الجلالة الملك سيدي محمد السادس حفظه الله ورعاه وهي تقديم المساعدة للجرحى والمصابين من أبناء الشعب السوري وأيضاً بناء و تجهيز مستشفى عسكري لهم وزيارتهم في مخيم الزعتري للاجئين السوريين برفقة سمو الأمير مولاي رشيد حفظه الله داخل الحدود الأردنية عام 2012 .

وقد دامت مدة إعتقالي أكثر من 10 أشهر تعرضت خلالها إلى شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والى الحبس الانفرادي والتعليق والضرب والصعق بالكهرباء والتجويع ووووو إلخ . وكان يتم نقلي من معتقل إلى آخر حيث شهدت الكثير من عمليات التعذيب والعديد من حالات الوفاة لمعتقلين سوريين وفلسطينيين فيها, خاصة في معتقل فرع الخطيب ومعتقل مطار المزة العسكري ومعتقل فرع فلسطين. وفي مقر المخابرات العامة حتى نقلت بعد ذلك إلى مقر لايداع الموقوفين العرب والأجانب في منطقة باب مصلى بدمشق لغرض تسفيرهم كل الى بلده حيث إلتقيت فيه بأحد موظفي الأمم المتحدة الذين كانوا يأتون كل أسبوعين تقريباً للإطمئنان على بعض الموقوفين في ذلك المقر وتقديم بعض المساعدة لهم ممن لديهم وثائق او طلبات لجوء, فطلبت منه أن يقوم بالاتصال بالسفارة المغربية في دمشق وإبلاغهم بوجودي هنا، وفعلا وبعد ايام قليلة إلتقى بي أحد موظفي السفارة المغربية وساعدني بحجز تذكرة طيران وبإطلاق سراحي.
لكن دون سؤال السلطات السورية عن سبب إعتقالي وتعذيبي ولا عن حقوقي وأموالي وممتلكاتي، وبعد أن قضيت عدة أيام في مستشفى المجتهد بدمشق، أوصلني برا الى مطار بيروت بلبنان ، فوصلت منه الى مطار محمد الخامس في الدار البيضاء بالمغرب حيث تم توقيفي فيه والتحقيق معي أيضاً حتى عصر اليوم التالي ثم أخدوني للتأكد من هويتي خصوصا وأن الوضع الامني الاقليمي والدولي كان حرجا جدا ، وبعدها أخلوا سبيلي، فتوجهت إلى بيت أهلي في مدينة الرشيدية ووجدت أن أبي قد توفى سنة 2013 أي في الوقت الذي كنت معتقلا فيه وأن أمي مريضة ومصابة بداء السكري وبالزهايمر أيضاً ثم أخذوني أهلي الى المستشفى المركزي هناك، مستشفى مولاي علي الشريف لأني كنت اشبه بما يكون الهيكل العظمي ولا أستطيع السير إلا لبضعة أمتار فقط بسبب ما تعرضت له من إنتهاكات وتعذيب في سوريا وبعد ايام قليلة نقلت الى مستشفى الحسن الثاني في مدينة فاس ثم إلى مستشفى السويسي في العاصمة الرباط ثم مستشفيات ومختبرات طبية أخرى خاصة و في عدة مدن لبضعة أشهر على نفقة أسرتي الخاصة حتى إسترجعت القليل من الصحة والعافية وأصبحت أقوى على السير لكن باستعمال الكرسي المتحرك ثم إستعملت العكاز.

فقمت بعدها بتقديم الكثير من الشكايات إلى السادة المسؤولين المغاربة إبتداء من السيد باشا مدينة الرشيدية وإلى السيد العامل و السيد والي جهة درعة تافيلالت. ثم إلى السادة الوزراء كل من السيد وزير الداخلية والسيد وزير العدل والحريات والسيد وزير الشؤون الخارجية و التعاون والسيد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان والعديد من الدوائر الاخرى ملتمسا منهم تحمل مسؤولياتهم كوني (مواطن) مغربي تعرضت إلى كل ما ذكرته أعلاه ظلما وعدوانا.و لتعويضي عن الممتلكات والخسائر وجبر الضرر الذي لحق بي .
لكن للأسف الشديد لم أتلقى أي جواب أو تجاوب أو مساعدة من أي جهة ولحد الآن. أستحلفكم بالله العظيم واناشدكم بكل القيم الإنسانية أن تقفوا معي وان تساعدوني في هذه القضية سواء إعلامياً لكي تصل قضيتي هذه إلى السادة المسؤولين من أصحاب الضمائر الحية وإلى الرأي العام أو بما ترونه مناسباً .
ارجو ان تنال قضيتي هذه الإهتمام المطلوب..علمآ اني لازلت أحتفظ بنسخ من تلك الشكايات التي قدمتها إلى السلطات المغربية وهي مختومة. كما أني لا أمتلك أي سكن او دار او ارض وليس لي اي عمل قار.
أسأل الله العظيم لكم التوفيق والنجاح ولبلادنا المملكة المغربية مزيداً من الأمن والأمان والاستقرار والرقي والتقدم والإزدهار ولجلالة الملك سيدي محمد السادس حفظه الله ورعاه دوام الصحة والعافية والنصر والتأييد وطول العمر. ولكم منا كل الإحترام والتقدير… وهذه بعض الصور لجسدي تبين آثار التعذيب الذي تعرضت له أثناء إعتقالي حيث إلتقطت لي بعد أيام قليلة من وصولي إلى مدينة الرشيدية بالمغرب سنة2014..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى