سرد حقائق للتاريخ وسكان قبيلة بني زروال الغفساوية

  • بتاريخ : يوليو 15, 2019 - 1:11 ص
  • الزيارات : 9
  • قبيلة بني زروال التي أعتز بانتمائي اليها وأعتز بكوني أنني قضيت جزءا مهما من طفولتي ومراهقتي بين وديانها وأشجارها وأهلها الطيبين والبسطاء.

    لا شك أنكم كلكم تتابعون أزمة الماء التي تؤلم سكان العشرات من الدواوير والمداشر الزروالية وتهدد أبنائها بالهلاك كل سنة ،وهي لازالت تفتك بأهلنا وأحبائنا وأبناء جلدتنا..وقد تمخض عن هذه الكارثة حملة غضب واستنكار واسعة وإطلاق العديد من الحركات المدنية مثل حرحة “عطشانين” بغية إثارة انتباه الجهات المسؤولة للتدخل العاجل ولفت أنظار المسؤولين قصد اتخاذ ما يلزم لمواجهة هذه الأزمة…

    ولكن لا أحد منا تساءل عن أسباب حدوث هذه الأزمة التي بدأت ملامحها قبل بضع سنوات، ولا أحد منا تساءل هل كان بإمكاننا تفادي حدوث أزمة الماء هذه أم لا؟

    نعم كان بإمكاننا تفادي هذه الكارثة، وكان بإمكان شبابنا أن يكونوا اليوم منشغلين بمسائل الابتكار والابداع وعمليات الانتاج والتقدم والبحث العلمي وبرامج التنمية عوض انشغالهم في محاربة بعضهم البعض وفي البحث عن قطرة ماء لإشباع ظمئهم وظمأ عيالهم وماشيتهم.

    إن الكوارث التي حلت بقبيلتنا ونؤدي ثمنها وفاتورتها نحن، مصدرها راجع إلى سوء اختيارنا في انتداب من يدير شؤوننا العامة على مستوى الجماعات المحلية وعلى مستوى من يمثلنا في “قبة سيدي الراضي”، وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها والاقرار بها… 

    علينا أن نتأمل جميعا في مصير منطقتنا ومستقبلها ومستقبل أبنائها، وأن نقوم بمراجعة ذواتنا وسلوكنا وأن نمارس نقدا ذاتيا..لأجل أن نستلهم ما يجب أن نقوم به جميعا من أجل هذه المنطقة التي هي جزء لا يتجزأ من الوطن….وأنتم تعرفون أنه لا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم إذا لم يساهم أبناؤه وأهله في هذا التقدم..

    لهذا حذاري ثم حذاري من شنّاقة الانتخابات وتجار السياسية الذين يتطاحنون فيما بينهم من أجل أصواتكم لا من أجل تنميتكم ومستقبلكم ومستقبل المنطقة…فكلما اقترب موسم جني الاصوات، فإن تجار السياسة وأباطرة المخدرات وشنّاقتهم يغيرون سلوكهم معهكم ويطربونكم بشعارات كبيرة هم أنفسهم لا يعرفون مغزاها ومضمونها…ومنهم من ينزل إلى مستوى الجلوس معكم في المقاهي بكل تواضع..ولكنه تواضع مزيف ..حذاري.

    وفي نفس الوقت، وبمناسبة اقتراب موسم جني الاصوات، تظهر إلى السطح والعلن كائنات أدمية فريدة من نوعها مكلفة بمهمة ..”فرق تسد”، حيث يزرعون الاحقاد والضغائن بينكم لكي يتمكنون من الانفراد بكم وبالتالي مصادرة أحلامكم بكل سهولة ويسر…

    أنتم تعرفون كم من جهة سياسية حاولت بطريقة أو أخرى محاولة خداعكم من حلال الاستثمار في موضوع القنب الهندي، فمنهم من طالب بتقنين هذه الزراعة ومنهم من طالب بمحاربتها ومنهم من طالب بإخلاء سبيل كل الملاحقين قضائيا وإطلاق سراح من تم إعتقاله على خلفية زراعة القنب الهندي… 

    لا تصدقوا هذه الشعوذة وهذا الدجل لأن كل هذه الجعجعة من أجل استمالة أصواتكم وليس من أجل بناء مستقبلكم أو لأن قلوبهم موجعة من أجلكم..لأنهم ليسوا أكثر من بائعي الوهم ومصاصة دمائكم …

    لو كانوا فعلا صادقين في كلامهم لأخبروكم عن مصير الأموال والهبات التي تلقتها المؤسسات الحكومية من الاتحاد الاوربي وغيرها مقابل محاربة زراعة القنب الهندي… وتذكروا أن جميع حملات زراعة الكيف، كانت الأقاليم المعنية بها تتلقى الملايين من الدراهم مقابلها، ولو تم توظيف جزء من هذه الأموال التي تلقتها تاونات لمشاريع التنمية وتعويض الساكنة المتضررة من محاربة زراعة القنب الهندي لكانت قبيلة بني زروال أصبحت عبارة عن “كندا” ولكان شبابها وأبناؤها ينعمون بالرفاه الاقتصادي الاجتماعي..ولما غادرها أهلها نحو المدن…للبحث عن فرص عيش أفضل..

    هل أخبركم أحدا من تلك الاحزاب بحقيقة هذه الأموال؟ 

    لن يستطيعوا ولن يستطيعوا لأنهم أخذوا نصيبهم منها…

    لأجل هذا لا تنساقون وراء خطاباتهم المسمومة وشعاراتهم السخيفة، ولا تفوتوا عليكم فرصة 7 أكتوبر القادم، كما فوتنا على قبيلتنا 50 سنة مضت…

    إن 7 أكتوبر 2016 فرصة تاريخية لنا لكنس الخونة من قبيلتنا التي ضحى أجدادنا وآبائنا من أجلها بالدماء والنفيس … 

    نحن إخوة وسنظل إخوة ولن نسمح لتجار السياسة أن يدسوا سمومهم بيننا ولن نعطيهم الفرصة لبث سموم الفرقة والضغائن في صفوفنا….واعلموا جيدا أن مستقبلنا ومستقبل منطقتنا في وحدتنا وتلاحمنا وتضامننا,…لا نريد ولن نقبل بالذين تعودوا السمسرة في السياسة وتجارة أوهامها.ولن نقبل بالذين يريدون توريث الجماعات والبرلمان لأينائهم…وعلينا جميعا أن نثبت لهؤلاء القتلة والمجرمين وسراق أحلام ومصائر الناس، بأننا أذكى من دجلهم وتنويماتهم المغناطسية الديماغوجية من خلال تعبئتنا المتخلقة والكثيفة ومشاركتنا الكثيفة في اختيار الكفاءات والاصداد ..

    لا تنحرطوا في دسائسهم ولا تسوقون لسمومهم المعسولة، وترفعوا عن أساليب السب والقذف والتجريح في حق من يختلف معكم…لأن المشكلة ليست في الاختلاف، بل المشكلة ماذا سنقدم لمنطقتنا وكيف ؟؟

    علينا أن نضع يد في يد لنقطع الطريق على لوبيات العفانة ورموز الفساد وسماسرة الضمائر لأنه كلما شاركنا بكثافة ضاقت الفرص على أصحاب المال الحرام وموزعي الوعود الكاذبة وبائي الأوهام.

    علينا جميعا و بوحدة كلمتنا أن نحسم في اختيار من يشرف قبيلتنا في البرلمان ويكون صوتنا الصاغي لهمومنا وتطلعاتنا ، وعلينا نحن أن نختار من يمثلنا في هذا الاستحقاق المصيري المهم، وأن نشارك في صناعة القرار السياسي الذي يهم مستقبل منطقتنا من خلال إفراز نواب لهم مصداقية وممثلين حقيقيين للشعب من ذوي الكفاءات والمصداقية والاستقامة..

    وأختتم قولي هذا بالتأكيد على ضرورة وحدة الكلمة وترسيخ ثقافة التضامن والاخوة والتصدي لكل من يبث الفتنة وزرع سموع الأحقاد والضغائن….. لأن هذا هو السبيل الوحيد لتحرير منطقتنا من بيادق الاستعمار وعبدة المال والنزوات والمتخلفين والجهلة وأباطرة المخدرات الذين نصبوا أنفسهم علينا وتحالفوا مع رموز الفساد بدوائر السلطات المحلية وتاجروا في مآسي الناس وفقرهم وجهلهم …

    عليكم أن تطردوا الخوف من عقولكم ومن قلوبكم مهما كانت الظروف…طالما أننا في الطريق الصحيح…وطالما أننا نشند التنمية لمنطقتنا ومن خلالها لوطننا…

    منطقتنا بها ما يكفي من المؤهلات Potentiel والتي من شأنها أن تجعل منها نموذجا للتنمية المحلية….يكفي فقط أن نرص صفوفنا وننسق جهودنا لبناء مستقبل منطقتنا ومستقبل أهلها والحرص على ضمان مستقبل الاجيال الصاعدة…
    فهل ترضون لأفسهم أن يتبول عليكم أبنائكم وأحفادكم في قبوركم ؟ لأنكم إذا لم تفكروا وتؤسسوا لهم مستقبلا زاهرا..فإنهم لن يترددوا في فعل ذلك؟؟؟ لأن مستقبل أجيال العد نحن من ينبغي أن نبنيه لهم..

    محمد القاضي / إعلامي وحقوقي