الرئيسيةفي الصميم

تنامي ظاهرة سرقة المنازل بفاس

م.القاضي/ افريك.تيفي

كشفت مصادر مطلعة أن ظاهرة سرقة المنازل بدأت تزداد رويدا رويدا على مستوى مدينة فاس خاصة على مستوى حي واد فاس.
المصادر ذاتها اعتبرت أن تنامي ظاهرة سرقة المنازل بالوباء المقلق والمخيف والدخيل على مدينة فاس الضاربة في عراقة التاريخ، مبرزة أنه خلال الاونة الاخيرة تم تسجيل عدة حالات سطو ضد مجهولين..وأن تنامي هذا الوباء يعطي الانطباع بأن هذا العمل الاجرامي يتم في إطار شبكة منظمة وممنهجة.

هذا الفعل الشنيع يثير تساؤلا عريضا :
من يقف وراء بروز هذه الظاهرة الدخيلة على مدينة فاس ؟ علما ان سرقة المنازل تتطلب عدة مراحل بدءا من عملية رصد إخلائها من القاطينين بها مرورا بعملية رصد حركة الجيران وصولا إلى تنفيذ جرم السرقة بأريحية دون أن ينتبه أحدا لحركتهم خلال اقتحام ومغادرة المنازل موضوع السرقة.
وفي هذا الصدد لابد من التأكيد أن بروز مثل هذه الأوربئة السرطانية داخل مجتمعنا؛ يؤشر على أن دائرة الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية تزداد توسعا وبدأت تلتهم الطبقة المتوسطة.

صورة تعبيرية

وهذا يطرح سؤالا آخر عريضا :
من المسؤول على اتساع رقعة الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية ؟
أكيد أن البعض سيعزي ذلك إلى قصور في الرؤى الاقتصادية وسوء التدبير وتفشي الفساد المرتبط بتدبير الشأن العام المحلي وعوامل خارجية وغيرها.

لكن من وجهة نظري المتواضعة ، أن المسؤول الحقيقي على بروز هذه الامراض والاوبئة الفتاكة ، هو المواطن نفسه، لأنه خلال المحطات الاستحقاقية يزكي الفاسدين والدجالة والأميين والرويبضات إما من خلال بيع ذممه لهم او من خلال عزوفه عن المشاركة في صناعة نخب المستقبل.
اذن طبيعي جدا ان يكون لدينا منتخبون فاسدون متعفنون ، أميون ودجالة ، لا يملكون اي رؤية مستقبلية للمجتمع الذي يمثلونه في المؤسسات المنتخبة ولا يملكون اي أهلية لممارسة التدبير والتشريع….ومن ثمة فإنه من الطبيعي جدا أن تظهر مثل هذه الأوبئة والتي اتوقع انها ستزداد رعبا في المستقبل.

ماذا يعني ان تكون برلمانيا ومسؤولا جماعيا بمدينة من طينة مدينة فاس؟ أن تحمل هذه  الصفة المزدوجة، فهذا يحتم عليك ان تكرس وقتك كله للمساهمة في تجويد التشريع وان تنقل اصوات الناس لقبة البرلمان ، وان تجتهد في صياغة رؤية مستقبلية لمدينتك وتفكر في مستقبل شبابها ومقاولاتها وجيلها الصاعد ، وأن تجلب لها المنافع وتجويد خدمات مرافقها العمومية من صحة وانارة وماء وووو  ، لكونك تتقاضى تعويضا شهريا قدره حوالي 5ملايين سنتيم ، من ضرائب المواطنين والمواطنات.. لكن ماذا يفعل هذا المنتخب ؟ إنه بكل وقاحة وخسة يستغل صفته التفويضية (التمثيلية)، لالتهام  صفقات عمومية وخاصة لصالح شركته الخاصة وقطع الطريق عن مقاولات أخرى، دون الاكتراث بهموم الناس وصرخاتهم تاركا مصالحهم فريسة للعبث ومستقبل اولادهم فريسة للمجهول وأصبح يلهث فقط وراء مصالحه الخاصة ومصالح شركته..

فهل من المقبول أيضا  أن تقوم سيدة منتخبة بالتامر على مؤسسة حيوية من اجل بعض الدريهمات دون المبالاة بمستقبل شغيلتها؟

والامثلة كثيرة.

السؤال الذي نعيد طرحه بقوة: فهل تنتظروا من مثل هذه الكائنات الرويبضة المصاصة للدماء أن تصنع لكم مستقبلكم وتضمن لكم امنكم؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى