بين بهرجة التظاهرات التنويمية وشبح العطش… مفارقة عجيبة

  • بتاريخ : أغسطس 21, 2019 - 4:23 م
  • الزيارات : 8
  • عزيز المتقي / تيم24

    إن أي زائر لإقليم تاونات بمراكزه الحضرية والريفية ومداشره المترامية الأطراف سيصاب بدون شك بإحساس الاندهاش والاستغراب وسيكتشف لأول مرة في حياته مفارقات وتناقضات عجيبة متعايشة جنبا إلى جنب.

    المفارقة الأولى تتمثل في بروز أزمة العطش والماء الشروب في عدد من القرى والدواوير التي يحج سكانها يوميا إلى أماكن بعيدة للبحث عن الماء لكي يتمكنون من سقي ظمئهم وظمأ ماشيتهم وبهائمهم على إيقاع معانات يومية تبتدئ مع حلول فصل الصيف وتنتهي عند حلول فصل الشتاء، في الوقت الذي يتواجد بإقليمهم أكبر سد في شمال إفريقيا.

    أما المفارقة العجيبة الثانية تتمثل في غزو مخدر مهرجانات كرة القدم التي أصبحت تشكل النقطة المحورية والأساسية والوحيدة في البرامج السنوية لعدد لا بأس به من الجمعيات المحلية التي كان يفترض أن تركز اهتماماتها على أولويات التنمية بالمنطقة.

    نحن لسنا ضد التظاهرات الكروية ولن نكون ضدها، ولكن لابد من الإقرار والاعتراف بأنها ليست أولوياتنا، إذ يكفي تنظيم تظاهرة كروية واحدة في الاقليم يشارك فيها كل الهواة من مختلف قرى ومداشر أو جماعات الاقليم الترابية.

    المطلوب من جمعيات المجتمع المدني بالاقليم هو تركيز اولوياتها على أولويات الاقليم وعلى احتياجات التنمية والترافع من أجلها وتنسيق الجهود وتكاثفها، ومن أبرز هذه الأولويات نذكر :

    • التركيز على تنظيم دورات تكوينية وتأطيرية للشباب في مجالات التدبير الجمعوي والسياسي والميثاق الجماعي والحقوق والواجبات.
    • التركيز على  إثارة مطالب السكان في مجالات البنية التحتية الاساسية والصحة والتطبيب والماء الصالح للشرب.
    • التركيز على إثارة مطالب السكان في ضرورة انفتاح الاقليم على أقاليم الشمال من خلال فتح مسارات طرقية على الاقل طرق جهوية.
    • التركيز على توعية الشباب بماهية ربط المسؤولية بالمحاسبة وتفتيت ارتباطاتهم غير المقصودة بالحزبية الضيقة وتعويضها بسلوك الارتباط لقضايا وهموم الاقليم والولاء للوطن.
    • التركيز على إبراز قدرات وإمكانات الاقليم في مجال السياحة القروية وزراعات بديلة مثل الورود والنباتات الطبية غيرها وعدم التفريط في الذاكرة الجماعية والموروث الثقافي للاقليم.