الرئيسية

الأنظمة الأوربية تواصل إزهاق أرواح الأبرياء في البحر المتوسط بسبب سياستها المتعلقة بالهجرة

  • محمد القاضي/ فاس24 تيفي

الانظمة السياسية الأوربية التي تؤسس وجودها على العقيدة الاستعمارية تعمد إلى إلى التدخل في شؤوننا كأفارقة ، في حياتنا في ثقافتنا وفي اقتصادنا وتعليمنا وحتى في نمط عيشنا، ليس حبا فينا أو لاجل مساعدتنا في تخطي الأزمات، بل لأجل محاصرة تطورنا ونهضتنا ووعينا بشتى الطرق والوسائل التي تمكنها من تحقيق هذا الهدف.

فهي تريد ان تجعل منا شعوبا عديمة الضمير وعقيمة الانتاج ومستهلكة لا منتجة وإبقائنا تحت رحمتها ومنغمسين في تناول العقاقير المخدرة لتدمير عقولنا ولشرملة سلوكنا لنتلّهى في مقاتلة بعضنا البعض من اجل تفاهات وترهات وخزعبلات ، لصرف أنظارنا عن جرائم النهب التي تمارسها في حق مقدراتنا وثرواتنا.

وبالرغم من أن جريمة النهب والتخريب ابتدأ زمانها منذ بداية الاستعمار في القرن 19, ولازالت مستمرة إلى يومنا هذا ، وبالرغم من انها تتغنى بالحرص على حماية حقوق الإنسان وبشعارات الانسانية والديمقراطية والسلم والسلام العالميين والتقدم والازدهار ، فإن سياستها حيال الشعوب الافريقية لازالت إلى يومنا هذا يتم تاطيرها بخلفيات استعمارية ولصوصية وإجرامية في حق الانسانية بصفة عامة وفي حق الانسان الافريقي بصفة خاصة.

يسرقون ثروات الشعوب الافريقية ثم ينهجون سياسات إجرامية في حق الانسان الافريقي من خلال منعه بطريقة او أخرى من الهجرة إلى أوربا ، ويكفي ان نستانس هنا بالمآسي الإنسانية التي تقع على عرض البحر الابيض المتوسط يؤدي ثمنها الشباب الافريقي . 

فإيطاليا أغلقت موانئها أمام السفن الإنسانية منذ العام المنصرم ، ما أدى إلى مصرع ما لا يقل عن 1,151 من رجال ونساء وأطفال في مياه البحر أثناء محاولتهم الفرار من بلدانهم نحو أوربا ، وإرجاع أكثر من 10,000 شخص قسراً إلى ليبيا ليبقوا عرضةً لمزيد من المعاناة.

بل وصلت الوقاحة بالنظام الإيطالي التابع للاتحاد الاوربي إلى منع سفينة “أكواريوس” للبحث والإنقاذ، والتي كانت تديرها “إس أو إس ميديتيراني” بالشراكة مع أطباء بلا حدود، من دخول الموانئ الإيطالية قبل عام من الآن، الشي الذي يزيد من تغول المعانات والمآسي.

وتضاف هذه الحوادث إلى ما مجموعه 140 يوم أو أكثر من أربعة أشهر بقي فيها 2,443 شخصاً من رجال ونساء وأطفال عالقين في البحر بينما كان قادة الاتحاد الأوروبي يناقشون مستقبلهم.

عبقرية القادة الأوروبين الذين يتدخلون في شؤوننا ويصنعون بؤر توتر وحروبا هنا وهناك على امتداد جغرافية القارة الافريقية، تفتقت بما جادت به قريحتهم من حقد وثقافة لصوصية، إلى اتخاذ قرار دعم عمليات الإعادة القسرية للمهاجرين الذين نجحوا في عبور البحر مع علمهم بدائرة الاستغلال والتعذيب والعنف الجنسي والاعتقال التعسفي التي يتعرض له هؤلاء المهاجرين في بلدانهم وخصوصا في ليبيا التي اصبحت منهوكة بسبب التدخل الاجرامي الاوربي نفسه.
يجب علينا كأفارقة ان نرفع شعارا قويا في مواجهة العقيدة الاستعمارية التي تنهجها الانظمة السياسية الاوربية في حقنا وأن نقول لهم بصوت عال ” ارفعوا ايديكم عن ثرواتنا، نعدل عن قرار الهجرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى